سمية بعلبكي في "أنغام وأفلام": حنجرة مسكونة بروح الماضي

المطربة سمية بعلبكي للمرة الثانية على خشبة صالة السفراء في كازينو لبنان، وكذلك مع المايسترو هاروت فازليان، في سهرة بعنوان: أنغام وأفلام، واكبناها بمتعة سمعية أخذتنا إلى ماض ينبض بروح الحب والكمال.

  • سمية بعلبكي في أنغام وأفلام: حنجرة مسكونة بروح الماضي
    سمية بعلبكي 

الموسيقى الجميلة مع ذكريات تركها أصحابها بصدق ووفاء لأجيال تتعلم وتقتدي بما كان عليه الفن الحقيقي في زمن مضى، وما محاولة إحيائه بأفضل الشروط إلا رسالة لكل العابثين بالإرث الراقي تؤكد أن حراس النغم الأصيل كثر وفاعلون وقادرون على حمايته من أي مس.

حفلة: "أنغام وأفلام"، عشية عيد الأضحى في الكازينو، شكلت واحة إبدع في صحراء خالية تقريباً من أي مظاهر حياة تليق بالموسيقى الحقيقية. جاءت في وقتها وراءها هدف تربوي يهدف إلى دعم التعليم الرسمي، لكن السمة الغالبة كانت إيصال علم وخبر إلى كل من يعنيهم أمر النغم بأن أحداً لن يتمكن من سرقة وجه الأصالة لصالح اللا هويّة الموسيقية.

الكلام عن صوت المطربة سمية يستدعي استحضار أدوات الأمس، من خلال روح الغناء الخاص الذي يحمل مخزوناً من علامات الكبار الفارقة، فإذا حنجرتها ناطقة بإسم نهج الغناء الصحيح الضارب عميقاً في التاريخ العربي الحديث، وكم هوجميل أن يتصدّى صوت من هذا الزمن لخيارات رحبة من الأنماط والمدارس التي تلتقي عند تقاطع حاسم مع النغم الحقيقي، أي صورة ما كان وإنعكاسه على ما أصبح عليه.

  • الفنانة سمية وخلفها أوركسترا بيروت الشرقية بقيادة هاروت فازليان
    الفنانة سمية وخلفها أوركسترا بيروت الشرقية بقيادة هاروت فازليان

غنت سمية. لـ عبد الحليم، عبد الوهاب، فريد، وديع الصافي، كما للسيدة فيروز، صباح، ليلى مراد، وشادية فكانت هي في صورة صاحب أو صاحبة الأغنية، كان أداؤها على عادتها في تجارب عديدة عايشناها ينطلق من خصوصية تعاطيها مع مناخ ما تغني بإحساسها من دون تقليد الأصل بل محاولة تجويده وضبطه على إيقاعها.

بفرادة، وعفوية خالصة، لعبت بأوتار صوتها فإذا كل ما سعناه ينطق بما هضمته فنياً من كل ماقدمته، هنا تبدو المطربة صاحبة لمسة خاصة لا مؤدية لأغنيات معروفة إعتدنا دندنتها في لحظات تأملنا.

26 عازفاً و6 كورال مناصفة بين الجنسين بقيادة المايسترو هاروت فازليان الذي أرهقنا بكثرة حركاته وقفزه عالياً أو جانبياً وإكثاره من إشارات لـ سمية بأن تدخل على خط الموسيقى فقد حان دورها للغناء، وهو أمر ليس مستساغاً لأنها مطربة محترفة وتعرف جيداً تفاصيل ما تغني، ولا تحناج إلى دليل ينبهها بأن دورها حان للغناء.