"طلع البدر علينا" في البستان: متعة الاستماع الموسيقي

الليلة الشرقية "طلع البدر علينا" في برمجة مهرجان البستان الدولي للموسيقى تزين باقي الليالي الكلاسيكية وتتميز بحضورٍ رائع لـ: جوقة برنامج زكي ناصيف في الجامعة الأميركية في بيروت، مع 3 أصوات قادرة تقدّمها بخصوصية وإجادة وحنجرة محترفة: حسن هيدوس.

  • "طلع البدر علينا": جانب من العازفين والكورال والمطربين على الخشبة

30 عازفاً كأنهم واحد، و40 كورالاً أبهروا بأدائهم، مع 3 مطربين لكل منهم مناطق تميز في حناجرهم: منال بو ملهب، وكاترين غالي، أدتا ترانيم كنسية وعدد من الأغنيات الكلاسيكية في جو حميم، ليدخل صاحب الموهبة الكبيرة حسن هيدوس، فهو  يُغني كأنه لا يغني فيبرع ويؤثر في المحطات الدينية من الابتهالات وفي المجال الطربي يعلو الايقاع إلى أرفع مستوى من التجويد ما يحرّك الحضور بالتصفيق والآه،  وهو كان يستحقها 100%، مع حضور ضابط، وفاعل بدقة وإنسجام لعصا المايسترو فادي يعقوب.

  • المطرب حسن هيدوس: موهبة كبيرة وصوت محترف
    المطرب حسن هيدوس

فصلان بينهما 20 دقيقة استراحة وبرنامج ثري جمع بين مناسبتيْ الصوم عند المسلمين والمسيحيين، وصدحت الموسيقى كما أصوات المطربين الثلاثة الذين تناوبوا على أداء الابتهالات كما الطقوس الكنسية وهو ما أظهر طمأنينة في الحس الوطني الذي زاوج بين رمضان وأيام صوم المسيحيين وكان التجاوب عالياً من الصالة المزدحمة عن آخرها في قاعة إميل البستاني.

  • المطربة منال بو ملهب: صوت متمكن
    المطربة منال بو ملهب

"طلع البدر علينا، السلام عليك يا رسول الله،  قمر في الجنة، ثم تراتيل مسيحية، فـ حنانك يا رب الأكوان، رقت عيناي، السلام عليك يا حبيبي يا نبي الله"، ثم نرتيلة بصوت الفنان الراحل زكي ناصيف، ملا الكاسات، يا شادي الألحان، خفيف الروح، ميلي يا جنات بلادي، زوروني كل سنة مرة، إشتقنا كتير، شوفة عينك،

ومن ناصيف، إلى مرسيل خليفة: "إني إخترتك يا وطني، ويا بحرية"، ثم عناء تريو للمطربين الثلاثة مع: "المجد معمرها، سيجنا لبنان"، ومقطع من أغنية الفنان ملحم بركات: "إذا راح الملك بيجي ملك غيرو، وإذا راح الوطن ما في وطن غيرو". ثم "تعلى وتتعمر يادار"، والختام مع رائعة ناصيف: "راجع يتعمر لبنان".

  • والمطربة كاترين غالي
    والمطربة كاترين غالي

أكثر ما في الحفل من تفاعل هو حماسة الجمهور للتجاوب مع كل النغمات والأصوات في وقت كانت خيارات الحفل متوازنة شكلاً وروحاً، وجيد أن الفنان زكي ناصيف حظي بالقسط الوفير من الألحان، من دون تغييب كبار آخرين عن التناول.

ومثل هذا الحدث الشرقي لليلة واحدة في مهرجان موسيقي كلاسيكي عالمي فإن هذا التجاوب الجماهيري المطلق، يجب أن يحظى باهتمام إضافي من مجلس إدارة المهرجان، وليكن التطعيم بليلة شرقية ثانية في سياق المهرجان لاحقاً.