• 

تابعناه في حفل افتتاح مسرحية "هيكالو"، مساء الأربعاء الماضي، في مسرح دوار الشمس، ونحن في حال من الذهول والدهشة. أيعقل أن نكون في حضرة ممثل من فناني النخبة واسمه عباس جعفر، الذي جنى عليه بقصد أو من دون قصد كل من تعاون معه، هم استفادوا وهو لم يظهر بكامل وحقيقة موهبته إلاّ عندما تحقق التعاون بينه وبين الفنان يحيى جابر.

حين تقرر التعاون بين جابر وجعفر، غادر جابر بيروت إلى منطقة بعلبك الهرمل وأمضى أسبوعين يسمع ويناقش ويتأمل حياة الناس في تلك البقعة من لبنان، وخصوصاً حيثيات الأجواء التي تسود يوميات المطلوبين، وكانت له جلسات طويلة مع ثلاثة منهم، أضاف إليها وقائع وحكايات واستنتاجات خلص إليها وتمت ترجمتها في نص "هيكالو".

• 

كان النص دسماً جداً، وزاد في قيمته وعمقه وجديته ما أبدعه الممثل عباس جعفر. وأنا ممن يعتبر أن أحداً إلى اليوم لم ينافس الفنان رفيق على أحمد في مجال الـ "وان مان شو" (One Man Show)، منذ قدم تحفته: الجرس. لكن بعدما عشنا أهم وأعذب وأسعد وأكثر اللحظات تعاطفاً مع عباس جعفر في تحفته "هيكالو"، أقول إنّ المنافسة بين الاثنين حاضرة وحقيقية وراسخة لقوة العملين، وتميز بطليهما، وإن يكن رفيق هو صاحب نص الجرس.

خطير الممثل الذي طلع علينا في العرض. نعم نعرفه، نحبه، تحدثنا إليه أكثر من مرة، ونحفظ اسمه عن ظهر قلب، ورغم ذلك التبست علينا صورة بطل "هيكالو". أي إنجاز استطاعه الكاتب والمخرج جابر خلال 6 أشهر من الجهد النموذجي بين الطرفين.

تبين أنّ عباس دخل في اللعبة التي لم يعتدها من قبل؛ هي مزيج من الميلودراما والكوميديا، مادة تفرض الضحك حتى البكاء فرحاً، وتفرض البكاء عندما يغرق الممثل في واقعه في ألمه وفي حقيقته.

• 

نجاح كبير تحقق، وربما كانت سابقة أن يُكتب عن عمل فني بمثل الإجماع الذي عرفته "هيكالو".

مبروك للخشبة اللبنانية ولادة نجم اسمه عباس جعفر، لا يشبه لا من قريب أو بعيد عباس الذي عرفه الناس على غير حقيقته.

يبدأ العرض على خشبة مسرح المدينة في 28، 29، و30 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري