"عرس الجليل": لا أفراح تحت وصاية الاحتلال

شريط أُنجز قبل 37 عاماً وحظي بردة فعل إيجابية نقدياً وجماهيرياً ونال جوائز عالمية بينها ذهبية سان سياستيان. عرس الجليل، لـ ميشيل خليفي، أراده تعبيراً عن إستحالة الأفراح الفلسطينية مع وجود الاحتلال الإسرائيلي.

  • عرس الجليل: الملصق
    عرس الجليل: الملصق

لم يتضمّن شريط: "عرس الجليل"، الذي أنجزه المخرج ميشيل خليفي عن نص له عام 87 أي مشاهد عنف، بل كانت الرمزية سائدة ومهيمنة على جوانب الفيلم بكل تفاصيله، طوال 113 دقيقة، مكتنزة بالمعاني، والكشافات الواضحة لبلوغ الهدف الذي يعلن رفض وجود "الإسرائيليين" في مناسبات الفلسطينيين، فكيف إذا كانت المناسبة عرساً؟

الرواية تدور أحداثها في إحدى قرى الجليل حيث يحتفل المختار – محمد علي الخليلي – بزواج إبنته – آن كوندو -، وكان مجبراً على دعوة الحاكم العسكري للمنطقة – مكرم خوري – الذي حضر مع عدد من عناصر الحماية، وتصدّروا طاولات الحضور، من دون أن تصدر أي إشارة إيجابية من الناس على وجودهم، لا بل إن مجموعة من الشباب باشرت التمهيد لإستهدافهم بعملية أمنية، وهو ما جعل أجواء العرس تبدو متوترة، يغيب عنها الفرح وابتسامات الرضا.

ويعكس الشريط رغبة البعض في تمرير العرس بدون مشاكل، بينما يتحمّس آخرون للمباشرة بعملية عسكرية تقضي على الحاكم ورجاله، ويشعر "الإسرائيليون" بأمر ما يدور في المكان، لكنهم يقررون البقاء نكاية بمن لا يعجبه من الحضور، وكادت تحصل احتاكات، لولا تفضيل الحاكم المغادرة بعدما شعر برفض عارم لوجوده.

  • مخرج الفيلم وكاتب نصه والمساهم في إنتاجه ميشيل خليفي
    مخرج الفيلم وكاتب نصه والمساهم في إنتاجه ميشيل خليفي

هذا المناخ المتوتر ساد حتى لحظة مغادرة الحاكم ليدور نقاش بين فريقين من الحضور حول الموقف الذي استجد عاكساً وجهتي نظر متناقضتين لكن الراغبين في المواجهة كانت حجتهم أقوى وتصميمهم أشد على تلقين "الإسرائيليين" درساً لا ينسونه أبداً.

الفيلم نال الجائزة الذهبية من مهرجان سان سيباستيان، والجائزة الكبرى للنقد من مهرجان كان السينمائي عام 1987. وشارك في تجسيد أدواره على الشاشة: بشرى كرمان، يوسف أبو وردة، نزيه عقلة، سونيا قمر، إياد أنيس، وائل برغوتي، جوليانو خميس. وصاغ موسيقاه التصويرية: جان ماري سيبا، وأدار التصويروالتر فان دان إند، وصرف على تصوير الفيلم : المخرج ومعه برنار لوران، وجاكلين لويس.