"على نار حامية": القضية الملحة لصفقة خضراء جديدة (1-2)

كان ملفتاً قيام طلاب المدارس في مدينة نيويورك بتحرك احتجاجي في منتصف شهر آذار / مارس 2019، اذ شكل ذلك دافعاً قوياً للكتابة عن تأثير التغير المناخي على الأرض.

  • كتاب
    كتاب "على النار: صفقة خضراء جديدة على المحك".

لا يمكن فرض رسم المستقبل عبر مسار حتمي واحد؛ بل على العكس تماماً، يمكن أن نكون السبب وراء سادس كارثة انقراض جماعي تاريخي كبير على الأرض، أو يمكننا إنشاء حضارة مزدهرة ومستدامة على مدى طويل. كل شيء ممكن، ولكن علينا الإختيار الآن.... كيم ستانلي روبنسون

تحذير مهم جاء في مقدمة كتاب "على نار حامية: القضية الملحة لصفقة خضراء جديدة"، وهو يضع القارئ في الجو العام الذي سيكون عليه مسار القراءة فيه. إن كوكب الأرض يُطهى على نار تقوى في كل يوم وتؤذن بقرب عودة مياه المحيطات لتغطي اليابسة التي نعيش عليها، لأن الإرتفاع الحروري للأرض يتسبب بذوبان الثلوج في القطبين. 

وأما الجزء الثاني من العنوان فيبشّر أن هناك صفقة جديدة يجب أن توقع ما بين الجميع، ما بين الناس وما بين المستثمرين في الوقود الإحفوري وأصحاب المعامل من أجل وقف التدهور البيئي على الأرض.

صدر الكتاب في العام 2019 عن دار نشر بينغوين راندوم هاوس في كنوب في كندا.

ناعومي كلاين، هي صحافية سياسية وكاتبة ومؤلفة أفلام تسجيلية كندية. تتميز بكتاباتها المناهضة للعولمة والسياسات الليبرالية الحديثة وسياسات الشركات المتعددة الجنسيات. تكتب كصحافية حرة في صحيفة الغارديان وصحيفة "ذا نيشن". وكانت مراسلة مجلة "هاربر" في العراق خلال الإجتياح الأميركي في العام 2003.

وتعرّف ناعومي كلاين نفسها في جزء من توصيف العمل على الكتاب، والذي تتحدث في أقسام مختلفة فيه بوصفها صاحبة التجربة أو المراقبة للتجارب الأخرى للتحركات من أجل المناخ. وتقول: بصفتي كاتبة ومنظمة، فقد كنت جزءاً من حركة المناخ العالمية لسنوات، وقد دفعني ذلك للمشاركة في العديد من المسيرات الكبيرة والإجراءات الجماهيرية، بما في ذلك مسيرة مناخ الناس التي يبلغ قوامها أربعمائة ألف شخص في مدينة نيويورك في عام 2014. لقد غطيت وشاركت في قمم المناخ الرئيسية للأمم المتحدة، التي قدمت وعوداً سامية للارتقاء إلى مستوى التحدي الوجودي للبشرية في كوبنهاغن في العام 2009، وفي باريس في عام 2014. وبصفتي عضواً في مجلس إدارة مجموعة حملات المناخ  https://350.org/، فقد كنت جزءاً من إطلاق حركة سحب الاستثمارات من الوقود الأحفوري، والتي نجحت، ابتداءً من كانون الأول / ديسمبر 2018، في الحصول على التزامات بقيمة 8 تريليونات دولار كإستثمارات لوقف بيع شركات الوقود لممتلكاتها من الوقود الأحفوري. وقد شاركت في عدة تحركات نجح بعضها في وقف مد أنابيب نفط جديدة.

تقول الكاتبة إنه كان ملفتاً قيام طلاب المدارس في مدينة نيويورك بتحرك احتجاجي في منتصف شهر آذار / مارس 2019، اذ شكل ذلك دافعاً قوياً للكتابة عن تأثير التغير المناخي على الأرض. فنحن، كما تشير، ليس لدينا الأرض 2 في حال تحول الارض1 لتصبح غير قابلة للعيش. ويبدو أن هؤلاء الطلاب قد تأثروا بشكل مباشر ببحث كانوا يقومون به حول اختفاء بعض أشكال الحياة أو انقراضها على الأرض من حيوانات أو نباتات بسبب التغير المناخي أو بسبب انتشار العمران الذي قضى على كثير من مظاهر الحياة البرية.

محتويات الكتاب 

-  المقدمة: "نحن النار المتوحشة 

-  حفرة في العالم: عن حفر الآبار في خليج مكسيكو، وعن حفر آبار الغاز ومواقف السياسيين المختلفة، وتأثير الحفر في مكسيكو على حياة الناس وخاصة على الصيادين في المنطقة. إنها دراسة أو رواية حالات، فالحفرة في العالم، هي حفر استخراج النفط والغاز، وهي أيضاً الحفر التي يقع فيها الناس البسطاء والسكان الأصليون من دون أن يجدوا من يخرجهم منها.

-  الرأسمالية في مواجهة المناخ: يبدو أن السياسيين أو كما تعرّفهم كلاين بالرأسمالية المتوحشة وسلامة المناخ لا يمكن أن تلتقيان. وحتى أن علماء المناخ الذين يعترضون على التلوث الذي تسببه المصانع التي تستخدم الوقود الأحفوري، أو على أعمال الإستخراج التي تجري في كل مكان من دون أي اعتبار للبيئة، يتلقون التهديدات بالقتل من أصحاب الأعمال.

-  الهندسة الجيولوجية: اختبار المياه

-  عندما يقول العلم إن الثورة السياسية هي أملنا الوحيد

-  توقيت المناخ في مقابل الثابت الآن

-  توقف عن إنقاذ العالم لوحدك

-  الفاتيكان الراديكالي؟

-  دعهم يغرقون: عنف الآخر في عالم الاحتباس الحروري

-  السنوات المتقلبة: نهاية قصة النهاية

-  خذها ساخنة على كوكب حار

-  موسم الدخان

-  المخاطر في لحظتنا التاريخية

-  "الرأسمالية من قتل زخمنا المناخي، وليس "الطبيعة البشرية"

-  لا شيء طبيعي في كارثة بورتوريكو

-  التحركات الشعبية هو من يصنع الصفقة الخضراء الجديدة، أو ينهيها

-  فن الصفقة الخضراء الجديدة

-  الخاتمة: حالة الكبسولة لصفقة خضراء جديدة.

تبدأ مقدمة الكتاب باستعراض عدد من التظاهرات الطلابية التي طالبت بحماية البيئة، والانحباس الحراري بسبب إطلاق الغازات الناتجة عن استخدام الوقود الأحفوري، وقطع الغابات، وطالبت اللافتات "برفع الصوت، وليس برفع مستوى مياه البحار" والناتجة عن ذوبان الثلوج في القطبين، الأمر الذي يتسبب بكوارث بيئية حول العالم. طالب الطلاب من نيويورك، إلى أوروبا إلى زمبابوي بحماية الأرض من أجل الجيال القادمة، وليس بتدميرها.

ترى الكاتبة أن الشباب يعملون في جميع أنحاء العالم على فتح فجوة في عمق أزمة المناخ، ويتحدثون عن توق عميق لمستقبل يعتقدون أنه لهم، ولكن الأمل بالمستقبل يختفي رويداً رويداً مع كل يوم يفشل فيه الكبار في التصرف. وهذا هو مصدر قوة الحركة المناخية الشبابية.

وتعرض قضية الطالبة غريتا ثونبرغ كمثال مرجعي تعود إليه ما بين الفصول المتلاحقة. ومن الجيد أن نفهم قضية غريتا، والتي تأخذنا رحلتها ولقاءاتها المتعددة مع الكاتبة عبر فصول الكتاب المتعددة. وما تريده الكاتبة من خلال التقارير الصحافية التي تعرضها ضمن خط زمني كما ظهرت في الصحف أن تضعنا في أجواء تطور الأحداث بالنسبة لقضية المناخ على الأرض. ومن خلال الأحداث المتعلقة بالناس من الهجرة أو التهجير بسبب جفاف الأرض ومغادرة الناس للبلاد التي عرفوها وأجدادهم لمئات السنين. اذ تعرض كلاين المأساة الكبرى المتعلقة بالإرتفاع الحروري، واحتباس المطر والنتائج الإجتماعية لهذه الكارثة المناخية. وفي الحقيقة أن في تسلسل الأحداث المسجلة صحافياً تسلسل جميل يشد القارئ للكتاب. وفي نقد الرأسمالية هناك ما يفرح، أن الجيل الجديد في أميركا وأوروبا بوقوفه ضد الشركات العابرة للقارات بدأ يفهم الخطر القادم إلى بلاده حتى لو ابتدأت المأساة في بلاد الآخرين.

قصة غريتا ثونبرغ

تحمل قصة غريتا ثونبرغ دروساً مهمة لما يتطلبه الأمر لحماية إمكانية مستقبل قابل للعيش، ليس فقط لبعض الأفكار المجردة عن "الأجيال القادمة"، وإنما لمليارات البشر الذين يعيشون اليوم على الأرض. وكما العديد من أقرانها، ابتدأت غريتا بالتعرف على تغير المناخ عندما كانت في الثامنة من عمرها. إذ قرأت الكتب وشاهدت الأفلام الوثائقية عن انقراض أنواع من النباتات والحشرات وذوبان الأنهار الجليدية وانخفاض عديد أنواع من الحيوانات بسبب تقلص مساحة بيئاتها الطبيعية، فأصبحت مهووسة بها، خاصة بعد أن علمت أن حرق الوقود الأحفوري وتناول نظام غذائي قائم على اللحوم كان من العوامل الرئيسية في زعزعة استقرار الكوكب. واكتشفت أن هناك فجوة زمنية تفصل ما بين أفعالنا وردود أفعال الكوكب، مما يعني أن المزيد من الاحترار سيحدث بالفعل، بغض النظر عما نفعله.

في سن الحادية عشرة، سقطت غريتا في اكتئاب عميق. كان هناك العديد من العوامل التي ساهمت بتفاقم الحالة لديها، بعضها يتعلق بالاختلاف في النظام المدرسي الذي يتوقع أن يكون جميع الأطفال متشابهين إلى حد كبير. إذ تقول غريتا: "كنت الفتاة الخفية في الخلف"، وبعضها الآخر يتعلق بالشعور بالحزن الشديد والعجز بسبب حالة التدهور السريع للكوكب، والفشل الذي يتعذر فهم أسباب تقاعس أصحاب السلطة عن فعل أي شيء حيال ذلك.

نتيجة للحالة التي مرت بها، توقفت غريتا عن الطعام والكلام. وأصابها مرض شديد تم تشخيصه على أنه حالة متشابكة من الصمت الإختياري واضطراب الوسواس القهري، وهو شكل من أشكال التوحد كان يُطلق عليه فيما مضى متلازمة أسبرغر. ساعد هذا التشخيص الأخير في تفسير سبب تعامل غريتا مع ما كانت تتعلمه عن تغير المناخ بشكل أكثر صعوبة من أقرانها وعلى أنه مسألة شخصية. ولكن من خلال النهوض والتظاهر من أجل وقف حالة الانهيار المناخي، ساعدت غريتا ثونبرغ أعداداً كبيرة من زملائها الطلاب على الاستيقاظ الجدي في لحظة تاريخية والتوقف عن إبعاد أنفسهم عن أعمق مخاوفهم، والنهوض سلمياً من أجل حقوق جميع الأطفال.

يميل الأشخاص المصابون بالتوحد إلى أخذ الأمور بحرفيتها ومن دون تحليلها، ونتيجة لذلك غالباً ما يواجهون صعوبة في التعامل مع التنافر المعرفي، وهذه الفجوات بين ما نعرفه فكرياً وما نفعله، وهي ما اعتدنا عليه في الحياة الحديثة. ما زاد من معاناة غريتا أن رفاقها من حولها في الصف لم يشاركوها إحساسها بالمسؤولية تجاه ما يحدث في العالم من تغيير في المناخ، والأكثر من ذلك بدوا وكأنهم غير مهتمين لما يحدث في العالم. شرح حالة غريتا خلال الكتاب كان مهماً جداً لنفهم أسباب تطور التحركات التي قادتها غريتا على الرغم من حداثة سنها.

ارتفاع حرارة الكوكب

على المقلب الآخر، لقد ارتفعت درجة حرارة الكوكب بنحو درجة مئوية واحدة منذ أن بدأنا بحرق الفحم على نطاق صناعي، ومتوسط درجات الحرارة في طريقها للارتفاع بما يصل إلى أربعة أضعاف تلك الكمية قبل نهاية القرن. عندما انتشرت هذه النسبة من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، لم يكن البشر كنوع حي منتشرين على سطح الكوكب. أما بالنسبة لهؤلاء الأبناء والأحفاد والأجيال القادمة الذين تم استدعاؤهم بهذه الطريقة غير الشرعية، ليسوا اليوم مجرد أدوات تتحدث ببلاغة، إنهم يصرخون ويُضربون ويتحدثون عن أنفسهم الآن وعن بعضهم البعض كجزء من حركة دولية ناشئة للأطفال وشبكة عالمية من المخلوقات تضم كل تلك الحيوانات المدهشة والعجائب الطبيعية التي وقعوا في حبها، ثم يعودون ليكتشفوا أن كل شيء يتغير. وهؤلاء الأطفال، بحسب قراءة الكاتبة، مستعدون لإصدار حكمهم الأخلاقي على الأشخاص والمؤسسات، لأنهم باتوا يعرفون كل شيء عن الخطر المحدق بهم والذي سيرثونه في حين أن الأشخاص المسؤولين والمؤسسات اختاروا عدم التصرف.

وتتابع كلاين قراءتها حول ما يعرفه ويريده ويقيمه الأطفال. فهم يعرفون ما هو تقييمهم لكل من دونالد ترامب في الولايات المتحدة وجاير بولسونارو في البرازيل وسكوت موريسون في أستراليا وجميع القادة الآخرين الذين يشعلون الكوكب بفرح شديد بينما ينكرون العلم الأساسي لدرجة أن هؤلاء الأطفال يمكنهم فهمه بسهولة في سن الثامنة.. وإن حكمهم هو نفسه على أولئك القادة الذين يلقون خطابات عاطفية ومؤثرة حول ضرورة احترام اتفاقية باريس للمناخ و"جعل الكوكب عظيمًا مرة أخرى"، كما قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، وآخرون كثر. ولكنهم بعد ذلك ينهالون بالإعانات والمنح والتراخيص لإستخراج الوقود الأحفوري ودعم عمالقة الأعمال الزراعية التي تؤدي إلى الانهيار البيئي. 

وهنا يجب الحذر عند قراءة الكتاب حول ما  يعرفه الأطفال ويريدونه بشكل دقيق وحول إذا ما كانت هي تريدهم أن يفعلوا ذلك وأن يقولوا ذلك كما تتمناه في قرارة نفسها. إلا أنه ابتداء من اضراب طلاب المدارس ابتدأت الفكرة للكتاب.

هذا الكتاب 

الكتاب هو عبارة عن مؤلف يرصد مجموعة من التقارير المطولة، والمقالات الفكرية، والمحادثات العامة والمكتوبة والتي تتبعتها الكاتبة على مدى عقد من الزمن. إنه عبارة عن محاولتها الخاصة للبحث في مجموعة العوائق المختلفة، والتي بعضها اقتصادي، وبعضها أيديولوجي، وبعضها الآخر يتعلق بالقصص العميقة حول إعطاء بعض الناس أنفسهم الحق في السيطرة على الأرض والأشخاص الذين يعيشون بالقرب منها، إنها قصص تدعم الثقافة الغربية. مقالات متكررة تعتبر في مضمونها وشكلها رداً قد ينجح في إسقاط الروايات والأيديولوجيات والمصالح الاقتصادية، والاستجابات التي تنسج أزمات (اقتصادية، واجتماعية، وبيئية، وديمقراطية)، قد تبدو متباينة في قصة مشتركة للتحول الحضاري. اليوم، يتجه بإطراد أصحاب هذا النوع من الرؤية الجريئة حاملين شعار "الصفقة الخضراء الجديدة".

تمت كتابة الكتاب معتمدة على المقالات ورتبت التعليقات والقراءات ضمن الترتيب الزمني الذي صدرت به، بحسب الشهر والسنة الأصليين. ولذا تعتبر كلاين أن عملها يعكس هيكل تطور تحليلها الخاص بها، مع العودة العرضية بين الفينة والأخرى للموضوع الأساسي. اذ اختبرت الأفكار المنتشرة حول العالم من خلال العمل مع عدد كبير من الأصدقاء والزملاء في حركة العدالة المناخية العالمية. ويستثنى من هذه الطريقة في العمل المقالات الأخيرة التي نشرت حول "الصفقة الخضراء الجديدة"، التي تم التوسع في مناقشتها، مع العلم أنه كانت لدى الكاتبة الرغبة في تعديل النصوص، إلا أنها تركتها من دون أي تغيير يذكر باستثناء توضيح الأطر الزمنية التي ذكرت ضمنها مع إضافة التحديثات في الهوامش والتذييلات.

مسؤولية الدول في الاحتباس الحراري

خلال العقد الأخير، تغيرت الخريطة السياسية بشكل كبير. إذ شهدت عودة متزايدة لظهور اليمين المتشدد والعنيف؛ إنها قوة تكتسب القوة من خلال إذكاء الكراهية ضد الأقليات العرقية والدينية في جميع أنحاء العالم، وغالباً ما تتجلى على شكل كراهية معادية للأجانب موجهة إلى الأعداد المتزايدة من الناس الذين أجبروا على ترك أوطانهم. وترى الكاتبة أن هذا النوع من التوجه السياسي هو حوار قاتل ما بين مجموعة وأخرى.

إن ما يحدث بالنسبة لكلاين لا يقع في تصنيف عرض منسق للرسوم المتحركة، إنه عمل دؤوب حول خطر استخدامات الوقود الأحفوري، وهو يتناول الدول الأولى، التي تشكل خطراً في طرق إدارتها للتلوث البيئي حول العالم وهي بعض الدول الغربية الأوروبية والولايات المتحدة وكندا وأستراليا، مع أن الأخيرة تعتبر من أغنى الدول في العالم إلا أنها تستمر في استخراج الفحم الحجري. والمؤسف، أن هناك شريحة كبيرة من سكان هذه الدول لا تزال غير مقتنعة بأن نموذج الحياة الحديثة، هو أحد أهم أسباب ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض بشكل خطير، وأنها حقيقة واضحة لا جدل حولها في معظم أنحاء العالم.

كما تنتقد كلاين عوامل تشكل الدول الثلاث، أميركا وكندا وأستراليا، والذي لعب دوراً في عدم تقدير الأرض التي يعيشون عليها، خاصة وأنها قامت على حساب عزل وإبادة السكان الأصليين ونقل الأفارقة للعمل كعبيد لدى من مجموعة من البيض، ومعظمهم من الناطقين بالإنكليزية، الذين قاموا بسرقة الأراضي. 

في هذا الإطار لا تتوانى الكاتبة عن تحميل المسؤولية الكبرى للأنغلوساكسون الذين استفادوا من تجارة الوقود الأحفوري، وخاصة خلال عصر النهضة الصناعية في أوروبا، وتأثير تجارتهم في الخراب البيئي حول العالم. ويأتي مثال على ذلك، كابتن كوك الشهير، الذي لم يكن سوى قبطان سفينة تنقل الفحم الحجري من خليج مكسيكو إلى أوروبا، وذلك في إشارة إلى هذا النوع من العقلية الإستغلالية للعالم أجمع وكيف يتم تعميمها وبناء العقليات الإستعمارية لدى الأجيال المتلاحقة بناء عليها.