في الأول من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1948 افتتح العرض الأول لفيلم: فتاة من فلسطين،  وكانت أحداث النكبة ما تزال ساخنة لكن السينما عرفت أن لها دوراً عليها أن تلعبه فتضافرت جهود عدد من السينمائيين تتقدمهم المنتجة عزيزة أمير التي سارعت إلى إعداد نص أول فيلم عن القضية متعاونة مع الكاتب يوسف جوهر، وأول إتصال بمخرج كان مع محمود ذو الفقار الذي أبدى تجاوباً فورياً من دون شروط للدخول في المشروع.

كان المطلوب ممثلة مطربة تلعب الدور الأول في وقت كانت الشهادات الأولى في صوت الفنانة اللبنانية سعاد محمد في غاية الرضى، مما سهل المهمة على ثلاثة ملحنين كبار لتحضير أغنيات لفلسطين توضع في سياق أحداث الفيلم وهم: رياض السنباطي، محمد القصبجي، وعبد الغني الشيخ، ولبى النداء المستعجل الشاعر بيرم التونسي.

مدير التصوير المفضل للسيدة فاتن حمامة الحاج وحيد فريد كان مدير تصوير الفيلم يعاونه: كمال كريم، وضياء الدين المهدي، ومن المفارقات أن أحد أوائل المخرجين في تلفزيون لبنان إلياس متى كان من بين مساعدي المخرج محمود ذو الفقار الثلاثة، ومعه إبراهيم حلمي، وإبراهيم المنباوي.

يتمحور الشريط حول الشابة الفلسطينية سلمى – سعاد محمد – التي تعثر على الطيار الحربي المصري – محمود ذو الفقار – الذي أُصيبت طائرته خلال قتال جوي وقامت بإسعافه من جرح في رجله ليتبين له أن منزلها ملتقى للفدائيين العرب ومخزن لأسلحتهم، فيزداد إعجابه بها وتتولد عاطفة صادقة بين الطرفين يُترجمانها زواجاً ويُقام عرس فلسطيني تقليدي إحتفالاً بالعروسين، وسط ديكور أبدعه روبرت شافنبرغ.

مدة الشريط 82 دقيقة لعب أدواره الرئيسية إلى جانب البطلين: حسن فايق، زينب صدقي، صلاح نظمي، سعيد خليل، وفاء عادل، وقدرية محمود. فيما تولى عمليات المونتاج جلال مصطفى يعاونه جميل عبد العزيز.