• 

ممثلان جيدان محترمان: هند صبري وماجد الكدواني، يديرهما نجل سيد الكوميديا المعاصرة عادل إمام، ونقصد إبنه البكر رامي. قرآ ووافقا على نص لأيمن وتار الذي قدّم وجبةً كوميديةً فائضةً عن الحد، مكثّفةً كثيرةَ الأفكار والمتفرعات، بحيث لا يعود المتابع قادراً على اللحاق بكل التفاصيل، فيضيع في المتاهة التي تحولت إلى فوضى، اختلط فيها الحابل بالنابل.

الممثلان الرئيسيان لم يكونا وحدهما مادة الكوميديا في الفيلم، بل هناك ابناهما، وكذلك الشخصيات المزيّفة لقادة البوليس ونماذج أخرى. الكل يسعى للإضحاك وهذه أزمة الفيلم، لأن الضحك يولد من احتكاك طرفين متناقضين، أحدهما جاد والآخر ظريف خفيف الدم، ولن يكون ضحك بين نموذجين من مناخ واحد.

• 

فضل ونعمة زوجان عاملان ومع ذلك لا قدرة لهما على تلبية احتياجات العائلة فاستحدثا مطعماً في منزلهما يؤمن مآكل وفق الطلب ليقعا في مطب التعامل مع تاجر مخدرات استغل المخزن التابع لهما في إخفاء كميات من الممنوعات، وإذا بأجهزة الأمن تكشف هذا الواقع وتكلفهما بأن يكونا متعاملين مع السلطات لتزويدها بأسرار المهربين على أن يتم تكريمهما لاحقاً كبطلين خدما الوطن.

وهكذا دواليك، لتشهد الأجواء ثبوت دخول عناصر تشويش على الخط من عناصر وقادة تبين أنهم غير حقيقيين، وهنا تختلط الأمور ولا يعود هناك شيء واضحاً وتنتهي المغامرات على طريقة الصلح بين الجيران، ويتفهم الإبنان والديهما ويُعتقل رجال الأمن المزيفون، ويا دار ما دخلك شر.

• 

كان ممكناً الفوز بشريط متميّز كوميدياً، لو أنّ الجرعة المحضرة للفيلم أقل من التي توفرت، فقط من أجل تصويب البوصلة، وأخذ زبدة الأفكار وصوغها باختصار في نص الفيلم، الذي ورّط العاملين في تفاصيل لا طائل وراءها، بينما تتضمن لائحة الممثلين المشاركين 17 اسماً، لم يكن مقنعاً منهم أمام البطلين سوى محمد ممدوح، الذي يتمتع بكاريزما رائعة للجذب.

فضل ونعمة، عمل في ساعة و42 دقيقة مرهق بالفوضى التي تعمّه.