فينيقيا: كركلا تعيش الأمس بفرح كأنه اليوم

فرقة كركلا العريقة عرفت عزاً إقليمياً وعالمياً وهي تعود في يوم سيء الصيت تاريخ إشعال أطول حرب معاصرة عاشها اللبنانيون – 13 نيسان/ إبريل الجاري، فقدمت: فينيقيا، على خشبتها برعاية السفارة الإيطالية.

  • فينيقيا: ملصق المسرحية
    فينيقيا: ملصق المسرحية

المخرج السينمائي والمسرحي الراحل فرنكو زيفيريللي كان صلة الوصل حتى بعد 4 سنوات على وفاته – عن 96 عاماً – بين سفارة بلده في لبنان وفرقة كركلا، في مبادرة وفاء لروحه بعدما عاش تعاوناً خلاّقاً مع عدد كبير من إبداعات كركلا، فكان المستشار التقني للفرقة، وكانت الترجمة الميدانية رعاية إفتتاح مسرحية : فينيقيا، على خشبة الفرقة  - إيفوار، وسط حضور دبلوماسي إيطالي – أوروبي واسع تجاوز عدد اللبنانيين في الصالة الأنيقة.

سؤال واحد راودنا طرحناه في دردشة مزدوجة خلال الإستراحة بين فصلي العمل مع الفنان الأستاذ عبد الحليم كركلا ووزير الثقافة محمد وسام المرتضى: ألم يسأل أحد من الأوروبيين عن المفارقة بين أزمة إقتصادية خانقة نعيشها وعمل إبداعي عالمي المستوى يشاهدونه في بيروت، فقال كركلا: قلتلن هيدا لبنان وهيدي صورتو الحقيقية، وعقّب الوزير: أروع رد.

  • 18 راقصاً لمشهد الدبكة.
    18 راقصاً لمشهد الدبكة.

فينيقيا قسّمها كركلا الأب في نص من عالمين: أمس واليوم، بين التاريخ المغرق في القدم وما فيه من حضارات وإنجازات، والحاضر الذي عرف أسوأ نزاع فوق أرض لبنان، لكن الإرادات الطيبة أنقذت البلد من الزوال، بإنتظار لحظة القيامة الحقيقية والنهائية لطي الصفحات السوداء في ملف أزماتنا المتعاقبة.

  • جانب من مشهد تحية الختام ويبدو المؤسس عبد الحليم كركلا في الوسط
    جانب من مشهد تحية الختام ويبدو المؤسس عبد الحليم كركلا في الوسط

لا نقاش حول اللوحات الراقصة التعبيرية مع فريق راقصين من الجنسين من لبنان وخارجه بحيث طغت الحرفية والقدرة على الإبداع من خلال كل راقص بحد ذاته، لأن أحداً منهم لم ينظر ولو بطرف عينه إلى زميله في اللوحة لضبط حركته، بما يعني الإشتغال على الفرد، وعليه ضمن المجموعة. وقد أبدعت الفنانة أليسار كركلا في رسم خطوات الراقصين على عادتها في التنويع والإبتكار.

خيار المقطوعات الموسيقية جاء أنيساً ومحفزاً على التفاعل في حقبتيْ التاريخ السحيق والحاضر المعاش على القياس نفسه. أما الغناء فما أروعه مع المخضرم الكبير جوزيف عازار، والسيدة هدى حداد، والصوت القادر والجميل سيمون عبيد، وجاء حضور غبريال يمين في منتهى الروعة لبساطة وعفوية وعمق الأداء. ومن المشاركين أيضاً: رفعت طربيه، ومنير معاصري.