"ليلة قمر 14": أحبّة يواجهون المجتمع وقسوته

"ليلة قمر 14"، للمخرج هادي الباجوري من الأفلام المصرية المظلومة، بعدم توزيعها للعرض السينمائي العربي، وزاد الطين بلّة مضاعفات جائحة كورونا، لكننا إزاء مصنّف سينمائي جيد ويستأهل الاحتفال الجماهيري به.

  • ليلة قمر 14: 5 قصص بين 5 ثنائيات من الممثلين
    "ليلة قمر 14": 5 قصص بين 5 ثنائيات من الممثلين

عانى شريط: ليلة قمر 14، للمخرج هادي الباجوري، نص لـ محمود زهران من تداعيات كورونا، لكنه من الانتاجات الجيدة التي ظهرت في السنوات الأخيرة، خصوصاً وأنه لم يبخل بعدد الممثلين الذين بلغوا 18 وكلهم يجسدون شخصيات لها فاعلية في الفيلم الذي لم يتعامل مع كومبارس بل أعطى لكل الشخصيات حقها في الإضاءة والإهتمام والكاستنغ المناسب.

هي قصص حب تدور في ليلة كان القمر خلالها في سماء القاهرة: قمر 14، تصح فيها كلمات أغنية السيدة فيروز: "القمر بيضوي عالناس والناس بيتقاتلو"، وهكذا كانت حال القصص المرويّة في الفيلم على مدى 80 دقيقة، كانت خالية من الإضافات غير الضرورية مع تركيز رائع على العلاقات وردة فعل طرفيْها بكثير من الذكاء.

  • الممثلة شيرين رضا والمخرج هادي الباجوري
    الممثلة شيرين رضا والمخرج هادي الباجوري

القصة الأولى تتناول علاقة بين إمرأة أربعينية (عالية – غادة عادل) وشاب عشريني (ياسين – خالد أنور) تنتهي سلباً لأن المجتمع رفضها. ثم علاقة بين شاب (أحمد حانم) وفتاة (أسماء أبو اليزيد) من ديانتين مختلفتين انتهت بإحتراقهما معاً، وثالثة رفض فيها الأب (بيومي فؤاد) نزويج إبنته (مي الغيطي) لشاب (أحمد مالك) لأن والدته ممثلة وسبق أن شاهدها بثياب النوم عدة مرات.

كذلك قصة الشاب (أحمد الفيشاوي) الذي ترك حبيبته (ياسمين رئيس) بعدما اكتشف توريطه من قبل والدتها وشقيقها في أمور سيئة، ثم العلاقة الوحيدة التي انتهت إيجاباً بين مقدم البرامج (خالد النبوي) وحبيبته (شيرين رضا) التي تركته لأنه أخطأ بحقها، فاعتذر منها على الهواء ثم التقاها في المكان نفسه الذي عرف كل لقاءاتهما.

الأجواء في كل القصص ومع معظم الممثلين كانت شديدة الإقناع كما كانت الموسيقى المصاحبة (فهد) أليفة تتناغم مع المناخ عبر المشاهد بكاملها، كان حضورها مساعداً بل إضافة درامية للشريط فيما أمسك الباجوري بكامل أدواته وأنجز فيلماً جيداً.

وكان جيداً ما قاله المخرج الباجوري عن كيفية جمعه عدداً كبيراً من الممثلين في الفيلم" كل فريق الفيلم أخذ حقه في الظهور، ما من أبطال وكومبارس، كل واحد بطل في دوره، وأنا عندما يسأل أي ممثل عن مساحة دوره أعتذر منه ولا أتعامل معه" وهذه حقيقة لا تغيب عن المتفرج في سياق الشريط.