محمد عبد الوهاب: الحاضر في الغياب بعد 31 عاماً

في مثل هذا اليوم، الرابع من شهر أيار/ مايو عام 1991 غادرنا الموسيقار محمد عبد الوهاب عن 89 عاماً بعدما أطلق آخر أعماله: "من غير ليه"، بصوته بدل صوت الفنانة وردة من دون معرفة الأسباب.

  • الموسيقار الراحل قبل 31 عاما: محمد عبد الوهاب
    الموسيقار الراحل قبل 31 عاما: محمد عبد الوهاب

موهبة كبيرة فذّة مبدعة خلاّقة أفكار وأنغام. حمل صاحب الذكرى اليوم مسؤولية متقدمة ورائدة نقلت الموسيقى العربية من المجدّد الأول سيد درويش إلى التحديث الحضاري للأنغام الشرقية بعد تحريرها من رواسب التتريك والهانك الأفريقي وإدخالها في عصر الإختصاص وتحميلها هويتها العربية الحقيقية.

المرحلة الوسيطة بين عالمين عاشها الفنان عبد الوهاب بكل تفاصيلها، وتجرأ على التعامل معها بكل موضوعية علمية حتى لا تحيد الإبرة عن شارة التراث وما سبق للأجداد أن أبدعوه في ريادة لا ينافسهم فيها أحد، بما جعل الأمثولة الوهابية في الأنغام راسخة وثابتة وسرعان ما إعتمدت قاعدة للبناء عليها.

31 عاماً. رحيل هز العالم العربي. عبد الوهاب أحد أساطين الأغنية العربية يُغادر والساحة غير جاهزة لبديل أو بدلاء يسدون الفراغ الكبير الذي نشأ وأحرج الساحة برمتها، وهنا لا بد من إيراد سلسلة الوعود التي قطعها فنانون ومسؤولون في أعلى المنابر لتكريم الراحل بترسيخ مبادئه ومدرسته الموسيقية الرائدة.

  • الفنان السوري صفوان بهلوان أفضل من غنى نتاج عبد الوهاب
    الفنان السوري صفوان بهلوان أفضل من غنى نتاج عبد الوهاب

كان وعد بمعهد حديث متطور للموسيقى العربية، واعتماد أسس وركائز تؤخذ من روحية أسلوب ونهج عبد الوهاب تُدرّس لطلبة الموسيقى هذه الأيام حفاظاً على نهج شفاف للموسيقى يُبقيها في عليائها كواحدة من الموسيقات الخالدة في العالم، ووعود أخرى بمهرجان خاص يحمل إسمه، وجائزة سنوية لأفضل مبدع شاب يحافظ على التراث، إلى آخر ما هناك من إقتراحات وخطط نكريم لم نر منها شيئاً.

لم يترك الراحل الكبير باباً نغمياً إلاّ وطرقه رغبة في توسيع الإكتشافات إلى الحد الأقصى للفوز بأروع النتائج التي تقدم نغمتنا بكامل حلاوتها، سواء في مجال الوطنيات أو النماذج العاطفية أو الإجتماية والإنسانية المتقدمة.

ومع كثرة الذين غنّوا نتاجه يبقى الفنان السوري صفوان بهلوان أفضل من أحيا نتاجه وقدّمه بروح وهابية رشيقة وعميقة وصادقة، وتفرد له دور الأوبرا المصرية ما بين القاهرة والإسكندرية  سنوياً مواعيد ثابتة لإحياء سهرات طرب أصيل من روائع نهر الفن الخالد: عبد الوهاب.

يبقى أن المطلوب إنجازه من الهيئات والمرجعيات الفنية المختلفة كثير جداً وإلى الآن لا نلمس إلا الحفلات المقامة، وهذا لا يكفي، لكنها من ضمن المطلوب لإبقاء الصورة الفنية الناصعة حاضرة في الأذهان.