"مورفين": مريضة السرطانات سوسن معافاة على الخشبة

5 سرطانات عانت منها سوسن شوربا قدوح تباعاً: في الثدي، العظام، الرئتين، الغدد، ثم الكبد، منذ 13 عاماً وحتى اليوم، تصدت لها جميعاً، وحضرت سابقاً على المسرح في: "فولار"، واليوم مع الكاتب والمخرج يحيى جابر في: "مورفين".

  • مورفين: ملصق المسرحية
    مورفين: ملصق المسرحية

سوسن شوربا قدوح. إمرأة من نوع خاص، مضى عليها 13 عاماً وهي تصارع سرطانات خبيثة في 5 مواقع من جسدها بدءاً بالثدي، مروراً: بالعظام، والرئتين، والغدد، وصولاً إلى الكبد حيث يقيم اليوم، وهي في مواجهتها له صمدت وربحت كل الجولات، من خلال معنويات كالفولاذ، وقناعة بأن عليها التمتع بما تبقى لها من حياة لحظة بلحظة.

هي ليست خطة تعتمدها بقدر ما هي ممارسة قدرية يومية، هي تتعامل مع مرض السرطان على أنه زائر ثقيل الظل لذا تحسبه مع الأكسسوارات عديمة الفائدة في يومياتها، وبالتالي لم يستطع المرض سلبها بريق الجمال فهي ما برحت إمرأة جذابة تتسع إبتسامتها لتشمل حب الدنيا وأحضان الأحبة، مستمرة في الحضور الاجتماعي والأدبي والفني كأنما الخير يغمرها من كل جانب بينما هي تتنعّم به.

  • سوسن شوربا قدوح كما ظهرت في العرض
    سوسن شوربا قدوح كما ظهرت في العرض

شاهدنا: "مورفين"، العرض الثاني الجديد للكاتب والمخرج يحيى جابر، بعد: من كفرشيما للمدفون، مع نتالي نعوم، وقبل لقائه الثالث الجديد في 25 آذار/ مارس المقبل مع الفنانة أنجو ريحان على خشبة مسرح المدينة، في عمل ما زال عنوانه يتأرجح بين أكثر من عنوان مؤقت، ليكون الحسم قبل موعد العرض بقليل.

عدة عوامل تجعلنا نساند العرض، بطلته التي تحمل البطولة صفة حاضرة على مدى السنوات الماضية فارضة إرادتها في الحياة على مرض يمارس خبثه بأبشع الأشكال باحثاً في جسدها عن العضو الأضعف لإسقاطها وها هو جرب في 5 مواقع حتى الآن ولم يُفلح في هزيمتها، بل هي تزداد إصراراً على المواجهة متفائلة بكل ما تحب أن تنجزه، وكأنما لا وجود لمرض مرعب يتنقل في جسدها من دون فاعلية، لأنها ما تزال تملك طاقة التحدي والإنتصار.

وجاءت "مورفين"، متماهية مع السياق، ووضع الكاتب جابر نصه في خدمة هذه الحالة الإستثنائية وخرح منها بـ: "مورفين".

  • سوسن مع الكاتب والمخرج يحيى جابر
    سوسن مع الكاتب والمخرج يحيى جابر

العنوان تعيشه سوسن على مدار الوقت، فهو مخفف أوجاعها، وأصبح مع المسرحية عنواناً لهزيمة المرض في إحدى جولاته. العمل الذي استُقبل بحفاوة منذ أيام على خشبة مونو، يحكي عن صديقة لـ سوسن تدعى سهير قضت ضحية الأدوية المهدئة التي استعانت بها للتخفيف من تداعيات علاقة عاطفية فاشلة عاشتها وماتت بسببها، وهنا تبدو المقاربة مشروعة مع واقع سوسن ونسبة المورفين الذي تضطر لإعتماده تخفيفاً لأوجاعها كي تتمكن من ممارسة حياتها بهدوء، مع الاستعانة بأغنيات من الزمن الجميل لـ: فريد الأطرش، عبد الحليم حافظ، شادية.

نجحت سوسن حين مازحت مرضها، وقدّمته في إطار باسم عكس ما فعلته ميلودرامياً في: فولار.