أفلام خالدة..زوجة رجل مهم: فيلم يصعب تكراره

بعد 34 عاماً على عرضه، ما يزال شريط زوجة رجل مهم، للمخرج محمد خان، عصيّاً على التقليد لجرأته في نص رؤوف توفيق، وقوة أداء بطله أحمد زكي.

  • ملصق الشريط
    ملصق الشريط

"أحببت الفيلم لكنني أحببت أكثر الممثل أحمد زكي، إنه ممثل عبقري"، هذا التعليق قاله النجم العالمي روبيرت دونيرو يوم عرض الفيلم في مهرجان موسكو السينمائي الدولي وكان دونيرو رئيس لجنة التحكيم، وهو الذي طلب التعرف على أسرة الفيلم رغبةً منه في إبلاغ أفرادها مدى تقديره لهم حميعاً وإعجابه الشديد بالفنان زكي الذي يلعب في الشريط دور ضابط المباحث هشام الذي تبدو عليه الطيبة والهدوء وهو يتودد إلى الناس بعفوية، لكنه في لحظات ممارسته لموقعه الأمني يتحول إلى وحش كاسر، ينال من زوجته منى (ميرفت أمين) فيطوّق حياتها بكل أدوات وأوامر المنع حتى لتكاد تختنق، فيما تشهد عياناً شراسته في قمع الآخرين دون رحمة، وعندما تتجرأ على سؤاله يكون الرد: ده من صميم شغلي.

  • النجم العالمي روبيرت دو نيرو يتوسط فريق الفيلم في موسكو
    النجم العالمي روبيرت دو نيرو يتوسط فريق الفيلم في موسكو

الشريط أنتجه ووزعه الفلسطيني، حسين القلا، صاحب الشركة العالمية للتلفزيون والسينما والذي اعتاد على تمويل أفلام نوعية مثلما فعل مع المخرج صلاح أبوسيف على سبيل الحصر، فكان يوصف بأنه يصنع أفلاماً نخبوية تجني الجوائز في المهرجانات ويقصدها قلة قليلة من الرواد وهو ما دفعه للقول: أريد أفلاماً تفيد وتعيش ويحكي عنها التاريخ الكلام الراقي، لكن شريط خان عرف إقبالاً كثيفاً من الجمهور وحصد أرباحاً طيبة بما يعني أن بالإمكان التعامل مع معادلة الفيلم الجيد والجماهيري العام في آن واحد.

شار إلى أنّ الذي أوجد الجاذب للفيلم ثلاثية رائعة: النص المباشر لكاتب أثبت جدارة وتفوقاً لكنه لم ينسجم مع سوق السينما لأنه في مكان راق، وهو قال مرة: ما إقدرش أسمع حد بيقوللي الجمهور عايز كدة وإلا حتضيع فلوسي، إما أن تكون هناك ثقة بما أكتبه أو فالأفضل أبقى برا الجو ده، وقد إختار الحل الثاني، في وقت أثبت نظريته مئة في المئة، بالرغم من أن أسرة العمل كانت مرعوبة من الرقابة مع وجود مشاهد قسوة نافرة جداً تعجب الفنان أحمد زكي من إمكانية موافقة الرقابة عليها وهي سمحت بها مما أعطى الشريط خصوصية في جرأة النص، ومهارة الإخراج، وعبقرية الممثل أحمد زكي كما وصفه دو نيرو.

115 دقيقة متينة السبك، مؤثرة، سواء في المشاهد السادية المؤلمة، أو تلك الرومانسية مع شخصية الزوجة منى وذوبانها في أغنيات الحب والهيام للعندليب عبد الحليم حافظ، خصوصاً وأن أسرة الفيلم أهدته في مقدمة الشريط: إلى زمن وصوت عبد الحليم حافظ، فيما حل العمل في المرتبة 30 ضمن قائمة أفضل 100 فيلم مصري، وقد حاز في عام إنجازه (87) على جائزة سيف دمشق الفضي من مهرجان دمشق السينمائي الدولي.

وقد شارك كثيرون في لعب الشخصيات الأساسية منهم: حسن حسني، المخرج خيري بشارة، وجيهان نصر (ميرفت أمين في شبابها)، وقد أدار التصوير الدكتور محسن أحمد، وتولت عمليات المونتاج نادية شكري، وصاغ الموسيقى جورج كازايان، ونعتقد أن نموذجاً جريئاً عميقاً مثله صعب تحقيق رديف له هذه الأيام.