مصرع جيمس بوند بـ "صواريخ صديقة"

في كل الأجزاء السابقة من سلسلة "جيمس بوند" الشهيرة لم يحصل أن قُتل على الشاشة أي من النجوم الذين أدّوا الشخصية، بينما في الفيلم رقم 25 رأينا شخصية جديدة لـ "بوند".

  • "دانيال كريغ" في لقطة من: لا وقت للموت

لقد واكبنا بطل الأفلام الخمسة الأخيرة دانيال كريغ يضحك لأول مرة، وكذلك لم يسبق له أن أحب وأنجب وتلقى علقة ساخنة من شرير أمامه في الفيلم كما حصل مع رامي مالك الذي ينافس بقوة كريغ كعنصر مؤثر يؤدي دوراً جميلاً جديداً وخاصاً جداً وهو لوهلة يكاد يهيمن على حضور كريغ الذي لا يغيب أبداً عن الشاشة طوال الـ 163 دقيقة مدة الفيلم حتى اللحظة التي يصاب فيها بعدة طلقات من خصمه: ليوتسيفر سافن (مالك) وبالتالي لا تساعده قواه الخارقة عادة في التحرك ومغادرة الجزيرة المتنازع عليها بين روسيا والصين لأن رئيس المخابرات الإنكليزية m (رالف فينيس) أمر بإطلاق صوايخ عابرة لتدمير الجزيرة مقر الشرير سافن، مما جعل بوند هدفاً لنار صواريخ صديقة مزقته إرباً. نعم مات البطل، إلاّ إذا تراجع كريغ عن موقفه عندها سيجد كتاب السيناريو سبباً ومبرراً لبقائه حياً والعودة إلى موقعه أمام الكاميرا.

  • كريغ والمخرج فوكوناغا
    كريغ والمخرج فوكوناغا

التخلص من بوند هدفه إيجاد مبرر لإستبدال كريغ بنجم إنكليزي آخر يجسد الدور رغم أن المنتجة باربرا بروكولي أعلنت أنها لا تستطيع أن ترى غير كريغ في الشخصية، مما جعله يرد عليها في مقابلة تلفزيونية قائلاً: دعونا ننتظر حتى العام المقبل. وإعتبر كلامه وجود إمكانية للعودة عن قراره. والملاحظ في الشريط الأخير إعطى المساحة الرحبة للفرنسية ليا سيدو في مقارنة مع الكوبية آنا دو آرماس التي تجسد شخصية بالوما، في حضور عابر مثلها مثل: لاشانا لينش. أما الإنكليزي المميز رالف فينيس فقد كان في مكانته تماماً، ومن حق المخرج الأميركي من أصول يابانية: كاري جوجي فوكوناغا أن نشيد بما أنجزه في الفيلم فقد قدم ما هو أفضل من سابقيه من المخرجين، كونه لم يعتمد في المؤثرات الخاصة والمشهدية على الإستعراض الرخيص لقدرات مهندسي المؤثرات، بل فاجأنا في كل المشاهد على أساس أنها حصلت فجأة فصدقناه.

  • "رامي مالك"في دور رائع

سيناريو الفيلم تعاون عليه المخرج فوكوناغا مع ثلاثة كتاب: نال بورفيس، روبرت واد، وفويب والر بريدج، وتكمن أهمية ما شاهدناه ليس في تنويع الكادرات بل في حميمية النقل من عدة بلدان بينها بريطانيا سانتياغو كوبا وإيطاليا من دون الحاجة لوضع لافتات، بل عبور سهل من مناخ إلى آخر أفضل، وبينما كان معظم نجوم الأفلام السابقة مجرد رجال لا يعترفون بالإستقرار العائلي، فإننا وجدنا عاطفة خاصة عند بوند الأب بعد إختطاف إبنته من مادلين (ليا) إلى حد أنه أدمع، لا بل بكى، ليس هيناً أن نواكب عدة سوابق مع الشخصية في فيلم واحد، هذا إنقلاب: بوند ضحك، وأحب، وأنجب، وهزمه الشرير بقوة اللكمات ثم أصابه بعدة طلقات في أنحاء جسمه مهدت  لمصرعه بعدة صواريخ..صديقة.