"Drive my car" هيروشيما مدينة الأحلام تحتضن عذابات ناسها

3 ساعات إلاّ دقيقة واحدة، مدة الفيلم الياباني "drive my car" للمخرج ريوسوكي هاماغوشي، أحبه الأميركيون بشدة، ومطروح لأن يكون مفاجأة جوائز الأوسكار 94 في 26 آذار/ مارس المقبل.

  • Drive my car ملصق الفيلم مع شخصياته الثلاث البارزة
    Drive my car ملصق الفيلم مع شخصياته الثلاث البارزة

آسيا مجدداً على خط الأوسكار من خلال الفيلم الياباني "drive my car" للمخرج ريوسوكي هاماغوشي الذي يرفض الإدلاء بأي تصريحات حول فيلمه معتبراً أنه قام بواجبه والباقي على المتفرجين، وهو ما زاد الإعجاب في الفيلم الذي يستنبط أي بارقة فرح من عاصمة الدراما في العالم المعاصر هيروشيما أول مدينة في التاريخ تتعرض للقصف بقنبلة نووية كانت كافية لوقف الحرب العالمية الثانية، الشريط يتعامل مع المدينة التي خرجت من نكبتها المادية وما زالت تتفاعل مع الناس بكثير من الود والإحتضان وكفكفة دموع جيل اليوم على مآس كثيرة تضرب في صميم العلاقات الإجتماعية وتزعزعها، بينما المتاح بالمقابل بوادر حماسة لهزيمة الإحباط بعلامات مشرقة بالأمل والطموج لتجاوز القطوعات المعرقلة بما أمكن من أدوات الأمل والرجاء.

  • المخرج المسرحي رفض السائقة في البداية ثم قبل، وصارا قريبين
    المخرج المسرحي رفض السائقة في البداية ثم قبل، وصارا قريبين

الشريط  كتبه المخرج هاماغوشي مع تاكاماسا أو، عن قصة فصيرة لـ ماروكيموراكامي، وقد منحه الأميركيون 4 جوائز من الجمعية الوطنية الأميركية لنقاد السينما، وبات أول فيلم يحصل على جائزة الغولدن غلوب لأفضل فيلم أجنبي غير ناطق بالإنكليزية هذا العام، وهو عمل محكوم بالأمل، حيث تتمحور أحداثه حول الفنان يوسوكي كافوكو (هيدوتوشي نيشيجيما) الذي كان يعمل في التلفزيون وتزوج من الممثلة الجميلة أوتو(رايكا كيريشيما)، وأنجبا إبنة وحيدة توفيت في سن الرابعة بعد إصابتها بإلتهاب رئوي فتبدلت حياة الثنائي، ولم تعد أوتو قادرة على ممارسة مهنتها، وعاد الزوج إلى عمله مخرجاً مسرحياً بما أمكن من مقومات النشاط والشغف في داخله للخشبة، حيث حظي دائماً بمباركات نقدية وإقبال جماهيري لافت، مما دفع مسرح هيروشيما للثقافة والفنون إلى دعوته لرعاية إخراج مسرحية لـ تشيخوف، فوافق على أن يمضي عدة أسابيع هناك ما بين التمارين والعروض، وحدثت المفاجأة عندما عاد إلى منزله وفوجئ بزوجته فاقدة الوعي لكنها بعد ذلك لم تستيقظ أبداً لأنها أصيبت بنزيف في المخ، وبالتالي لم يعد هناك ما يربطه ببيته فغادر إلى هيروشيما.

  • مخرج وكاتب نص :قودي سيارتي، ريوسوكي هاماغوشي
    مخرج وكاتب نص :قودي سيارتي، ريوسوكي هاماغوشي

كان يوسوكي ضبط أوتو من دون أن تراه وهي تخونه، وماتت دون أن يفاتحها بالأمر، وحصل أن الفاعل شاب صغير يُدعى تاكاشي (توشياكي إينوماتا) عرّفته على زوجها لكي يتعاون معه كممثل، ورغم ما حصل تعامل معه وأسند إليه دوراً في المسرحية وقبل أن يكون موضوع نقاشهما أكثر من مرة الزوجة الراحلة، ليعرف منه أنها عانت من أن يوسوكي لم يجد الوقت دائماً للإستماع إليها، في كل حال لم يلعب تاكاشي الدور لأنه إعتقل بتهمة التسبب في مقتل شاب بعد شجار بينهما، وإضطر المخرج يوسوكي للعب دوره رغم ممانعته الشديدة كون "تشيخوف عندما تتلو سطوره فإنه يسرق منك ذاتك الحقيقية".

أما محور عنوان الفيلم فيعود إلى أن إدارة مسرح هيروشيما فرضت على المخرج ألا يقود سيارته بنفسه في المدينة بعدما صدم أحد الفنانين مواطناً فيها فتم المنع، وبالتالي تم إعتماد صبية تُدعى ميساكي (توكو ميورا)  من موظفات المسرح لقيادة سيارة يوسوكي طوال مدة إقامته في المدينة، وهذه كانت فرصة لأن يتعارفا جيداً ويتقاربا ويبقيا معاً فهي أيضاً خسرت والدتها في إنهيار المنزل. كل هذه الميلودرامات إلتقت في هيروشيما التي ضمّدت الجراح، على خلفية ما أصابها في ختام الحرب الثانية، والنهاية بيضاء مع ثلوج تغطي الشاشة.