أفلام خالدة | "بيّاع الخواتم": خلافات في الكواليس ونجاح مبهر على الشاشة

شكّل فيلم "بياع الخواتم" أول محطة سينمائية في مسيرة الأخوين رحباني والسيدة فيروز، نُقل إبهار المسرحية إلى الشاشة مع المخرج يوسف شاهين، لكن كواليس التصوير عرفت الكثير من النقاشات الحامية بين الطرفين انعكست إيجاباً على العمل.

  • ملصق فيلم:  بيّاع الخواتم:
    ملصق فيلم: بيّاع الخواتم:

"أنا متأكد إني ما أعرفش موسيقى زيهم، لكني كمان متأكد إنهم ما يعرفوش سينما زيي" هكذا أجابنا المخرج الراحل يوسف شاهين في أحد لقاءاتنا به في مكتبه بشارع شامبليون وسط القاهرة، عندما سألناه عن تجربته السينمائية اليتيمة مع الأخوين رحباني (فيلماهما الآخران: سفر برلك، وبنت الحارس، كانا مع المخرج بركات).

وأردف شاهين: "الجواب هو أننا لم نتعاون مجدداً". هذه الأجواء تم تداولها كثيراً في فترات سابقة وكان الطرفان على حق، الأخوان رحباني حريصان على دقة الخطوة، ويتدخلان في أدق التفاصيل، بينما شاهين مخرج متمكن طلب أن يثقا به لكي يعمل بعيداً عن الضغط، وحصل أنّ الفيلم استفاد من تعدد وجهات النظر الأمر، الذي انعكس إيجاباً على روح الفيلم، مع سبب إضافي وهو أنّ شاهين عاشق للموسيقى والغناء والرقص. وتقاطعت الأجواء هنا لنحصل على شريطٍ نموذجي في مجال الغناء واللوحات الاستعراضية وصولاً إلى المشاهد التمثيلية الرئيسية والثانوية.

  • المخرج يوسف شاهين خلال تصوير الفيلم ما بين المتن وضهور الشوير
    المخرج يوسف شاهين خلال تصوير الفيلم ما بين المتن وضهور الشوير

عام 1964 حققت مسرحية "بياع الخواتم"، نجاحاً مذهلاً عند عرضها، وقرر الرحبانيان دخول عصر السينما من الباب العريض ومع أبرز الحاضرين على الساحة، مع شاهين في عز تألقه مع النجاح الساحق عام 1963 لشريطه "الناصر صلاح الدين"، وقبله صدى أفلام "باب الحديد"، و"جميلة"، و"صراع في الوادي"، وهي الفترة نفسها التي كانت فيها تجربة وظاهرة الأخوين رحباني والسيدة فيروز تُشع في العالم العربي.

وتشكّل من هذا الاحتكاك لمعان سينمائي، فيما لم يهتم الجمهور لخلافات الكواليس طالما أنّ الناس رهينة الحب الكبير للفن الجديد، وبرزت الأدوار مع: ريما (فيروز)، المختار (نصري شمس الدين)، راجح (جوزيف عازار)، زبيدة (سلوى حداد)، إضافة إلى: هدى، فيلمون وهبي، إيلي شويري، جوزيف ناصيف، منصور الرحباني، وليم حسواني، ومحمد مرعي.

مرّرت المسرحية كما الفيلم فكرة الكذبة التي تكبر لتصبح عند الغالبية حقيقة واقعة ثم تنجلي الصورة، وتتكشف عن الرياء المستشري، من خلال شخصيتي راجح والمختار، وكيف يشتد عصب البعض من دون مبرر لتنكشف شخصيات كنا نخالها أعمق وأهم، كل هذا من خلال منظومة تصنع لوحات الفرح الحقيقية رغم كل الإحباط في الأجواء المحيطة.