أميمة الخليل اخترقت كلاسيكية مهرجان البستان بليلة شرقية

ليل الجمعة 11 آذار/ مارس الجاري كان مختلفاً بأجوائه الشرقية الممتعة عن الأجواء الكلاسيكية التي تُميز مهرجان البستان الموسيقي العالمي في دوراته كلها.

  • نجما الليلة الشرقية في مهرجان البستان:المطربة أميمة الخليل والمايسترو أندريه الحاج
    نجما الليلة الشرقية في مهرجان البستان:المطربة أميمة الخليل والمايسترو أندريه الحاج

المفاجأة الكبيرة في حفل الفنانة أميمة الخليل، مع الأوركسترا الوطنية اللبنانية الشرق عربية بقيادة المايسترو أندريه الحاج ضمن فعاليات مهرجان البستان الموسيقي العالمي أنه أدهش جمهور الموسيقى الكلاسيكية من الذين يميلون إلى المناخ الفرنكوفوني مضافاً إليهم من جذبتهم هذه الأجواء الكلاسيكية عبر مواكبة نجوم دورات المهرجان السابقة من سمّيعة الأنغام الشرقية.

طوال الساعتين من الوقت لم يهدأ الحضور من التجاوب، تصفيقاً، وعبارات إستحسان أقلها: برافو، لغناء الفنانة أميمة بصوتها الساحر القادر والمؤثر، والقيادة السلسة الحرفية لعصا المايسترو أندريه الحاج ومهارته في التعامل مع 24 عازفاً واحداً واحداً، من دون أي إستعراض أو تصنّع، بل ذاكرة مذهلة تحفظ توزّع الآلات ودور كل منها لضربة أو أكثر في سياق اللحن قيد العزف، وزاد في الإجادة أنه استبدل غياب الكورال عن الخشبة، بكل الجمهور في الصالة يديره كما يفعل مع عازفيه تماماً.

  • فرقة الصم والبكم بقيادة الفنان بيار جعجع ولوحة تعبيرية مع غناء أميمة
    فرقة الصم والبكم بقيادة الفنان بيار جعجع ولوحة تعبيرية مع غناء أميمة

15محطة غنائية موسيقية أعدها الفنان هاني سبليني وإختار أكثر من نصفها (9 أغنيات)  من ألحانه (ذكريات الفل، شب وصبية، أعرف بلاداً، زمن، رسايل، سهرة أنا وياك، هيام، شو بحب غنيلك، صوتي مش إلك)، وشارك الأوركسترا بالعزف على البيانو. و4 للفنان مرسيل خليفة (أحبك أكثر، الكمنجات، عصفور، طرقات وضجيج) ولحنان: لـ روميو لحود (خدني معك) وفؤاد عبد المجيد (دعني).

وإضافة إلى متعة الغناء وانسياب الموسيقى حضر الفنان الرقيق المبدع رقصاً تعبيرياً صادقاً بيار جعجع، فاقد نعمتي النطق والسمع الذي شارك لوحده معتمداً على نعمة بديلة هي الإحساس بالموسيقى والغناء من الذبذبات التي تتغلغل في كامل جسمه، وفي لوحات أخرى واكب غناء أميمة  مع فرقة من الصم والبكم، وكانت الحصيلة فوزه بتصفيق مستقل لليونة جسمه، وإنسجام أدائه الحركي مع تقلبات الموسيقى ومعنى ما تتضمنه الأغاني من معان وأحاسيس.

  • المايسترو الحاج أدار 24 عازفاً وعموم الجمهور في الصالة
    المايسترو الحاج أدار 24 عازفاً وعموم الجمهور في الصالة

ليلة متدفقة بكل مشاعر الإمتاع، رفض خلالها الحضور إنتهاء الحفل رغم مرور ساعتين من الوقت، وطلبوا الإستمرار أكثر من مرة، لتتكرر تحية الختام خمس مرات نزولاً عند رغبة الجمهور بالمزيد، فقد عوّضهم دفء السمع عن البرد القارس في الخارج حيث لم يمنع الطقس السيء من توافد الرواد من معظم المناطق اللبنانية، وسمعنا كثيراً عبارة: مشوارنا بهالطقس طلع محرز، ليلة من العمر.