فيلم "يربوا بعزكن" كوميدراما لبنانية تتأرجح بين الضحكة والدمعة

كان جاهزاً للعرض قبل عامين لكن ظروف لبنان وجائحة "كورونا" لم يسمحا بعرض الفيلم اللبناني الجميل "يربوا بعزكن" الذي تمّت برمجته على الشاشات خلال أيام.

  • يربوا بعزكن: ملصق الفيلم
    ملصق الفيلم اللبناني "يربوا بعزكن"

هو من الأعمال الحميمة والمؤثرة التي تلعب على وتريّ الكوميديا والدراما الاجتماعية بذكاءٍ ورشاقة من خلال نص صاغه: آيزك فهد، ودوريس سابا، وفاجأنا الإخراج المتوهّج لـ ديفيد أوريان، القادر على ضبط كامل العناصر لصالح توجّه الفيلم الذي يقيس بمازورة لبنانية واقع الحياة بين أسرتين أولى ميسورة ومؤلفة من زوجين (باميلا الكك، وشادي حداد) ينتظران طفلهما الأول، وثانية مستورة بتواضع أحوالها ومؤلفة من زوجين (عمار شلق، ورولى بقسماتي) يلتقي الطرفان في مشفى واحد، جناح للميسورين، ولو حتى سرير ليس متوفراً للفريق الثاني.

وفي موقفٍ فنيٍ تمثيلي رائع جداً بين الفنان شلق وزميله غبريال يمين في دور مدير المشفى الأرمني، نلمس إبداع الأداء بين سيدين لعبتهما أمام الكاميرا.

  • عمار شلق ومواجهة مثيرة فنياً مع زميله غبريال يمين
    عمار شلق ومواجهة مثيرة فنياً مع زميله غبريال يمين

الحال إياها أدارها المخرج بين الرائعتين باميلا ورولى، اللتين تظهران في حالةِ حمل، واستعدادٍ للولادة في أيّ لحظة، وهنا يتبدّى مناخٌ إنساني تفرضه المرأة الميسورة يسمح للحامل المتواضعة الحال التي لا تعثر على غرفة لولادتها، بأن تتقاسم معها الجناح الذي حجزه زوجها، وحُلّ الإشكال، لتدخل على الخط أجواء نعرفها من مجتمعاتنا على اختلاف مناخاتها وعاداتها في التعاطي مع مسألة الصبي والبنت، وقد كان الفنان شلق إضافةً نوعيةً للفيلم بقدرته العفوية على ابتداع أسلوبٍ لافت في عصبيته وتعبيره بعينيه أكثر من لسانه عن إصراره على توليد زوجته في هذا المشفى الخاص وإن كان وضعه المادي لا يُتيح له دفع الفاتورة قبل المغادرة.

كما لفتنا الحضور الظريف والقريب إلى القلب للممثل رامي عطالله، والواضح أنه يمتلك ثراء في الموهبة لا بدّ من تظهيره في أدوارٍ لاحقة. نحن أمام جيل جديد من الأفلام اللبنانية الجاذبة والهادفة والتي تسرنا لأنّ فيها طاقات شبابية نوعية تُطلّ علينا بثقة.

في الأول من كانون الأول/ ديسمبر المقبل، تنطلق العروض التجارية للفيلم  بعد عامين وشهرين على موعد العرض السابق في تشرين الأول/ أكتوبر 2019، وفي فريق الممثلين حشدٌ من الأسماء المحلية بينهم: وفاء طربيه، نقولا دانيال، زينب هند خضرة. وهذا الفيلم يفتح الباب لعدّةِ أشرطةٍ محلية جديدة يتمّ حالياً برمجتها في الأسابيع المقبلة بحيث تعرض في موسم عيدي الميلاد ورأس السنة على اعتبار أنّ نسبة الحضور في الصالات تكون أفضل من أي وقت.