مأساة ماكبت: زوجته التي حولته من بطل قومي إلى خائن

لن تتوقف آلاف الإقتباسات عن نصوص عبقري الزمان شكسبير عند حد، وتميز the tragedy of macbeth آخرها للسينما عندما فزنا بفيلم ومسرحية في آن على الشاشة الكبيرة ومع بطل من أصول أفريقية دانزل واشنطن.

  • مأساة ماكبت،دزينة لأبرز الممثلين في الفيلم مع المخرج جويل كوين
    مأساة ماكبت: دزينة لأبرز الممثلين في الفيلم مع المخرج جويل كوين

نحن إزاء تحفة سينمائية بإمتياز عنوانها: the tragedy of macbeth (مأساة ماكبت). فعدا عن كون نص ماكبت كُتب للمسرح فإن المخرج جويل كوين لعب لعبة مزدوجة وبارعة حيث لم يمانع في إعطاء مشاهده نكهة مسرحية من روح النص الأصلي، على الأقل من خلال الحوارات الراقية بلغة أيام زمان مع تدخل عناصر الحضارة في التصوير والإضاة والإيقاع المشهدي النبيل.

وجود ممثل خبير في قيمة دانزل واشنطن يعرف تماماً كيف يقطف اللمعة الحساسة في أي لقطة، وهو الذي تقلب في أكثر من دور وكاراكتر على مدى حضوره السينمائي منذ جسد شخصية الناشط السياسي الجنوب أفريقي ستيف بيكو بإدارة المخرج الإنكليزي ريتشارد أتنبورو في فيلم: cry freedom عام 1987.

ويكفي أن تكون شريكته في البطولة فرنسيس ماكدورماند بطلة شريط الأوسكارات قبل عامين nomadland، هي نفسها المنتجة، وهو ما سيكون له وقع خاص وتأثير عميق في ترشيحات الأوسكار 94 التي تعلن في الثامن من شباط/ فبراير الجاري.

  • الملك وخلفه نجله قبل أن يغتاله ماكبت بقليل
    الملك وخلفه نجله قبل أن يغتاله ماكبت بقليل

المخرج كوين عمل هنا لأول مرة وحده بعيداً عن شقيقه إيتان، ويبدو أن موهبة جويل أكبر مما كان يظهر لنا في أفلامهما المشتركة نصاً وإخراجاً، وهو ما تفجر في هذه النسخة من ماكبث حيث كان دانزل غارقاً بالكامل في الشخصية لا بل بدا مهووساً بها، بمعنى أنه أحبها من قلبه، والإثبات هنا أنه أقنعنا 100% وأخذنا معه في 105 دقائق إلى تاريخ سحيق وجعلنا نتبين معنى المؤامرات التي لطالما سمعنا عنها في الروايات التاريخية العديدة.

فنحن أمام ماكبت البطل القومي الذي ما خسر معركة، أو إنهزم في حرب، بل إن إنتصاراته كانت على كل لسان إلى أن تدخلت زوجته الليدي ماكبت (ماكدورماند) وحفزته على رفض موقعه كقائد في ساحة القتال وحسب يحقق إنتصارات يستفيد منها الملك لتثبيت عرشه، وهو ما دفع الليدي ماكبث لأن تنصحه بقتل الملك خلال زيارته لمنزله، وفعلها ماكبث لتنهمر عليه المشاكل من كل صوب وبدا عاجزاً لأول مرة عن الإنتصار.

جميلة الأدوار وجميلة التطورات حتى نهاية ماكبت جاءت مميزة جداً، لكنها هزيمة الكبير الذي لم يستطع التراجع بعدما قتل الملك، وها هو نجله يثأر له على رأس جيش جرار يقتحم أسوار القصر ولا تواجهه أية مقاومة بعدما تعسف ماكبث ما فيه الكفاية لكي يتمنى الشعب موته.