• 

فيلم يحمل اسم سمكة القرش "ماكو"، وهو مختلف عن نمط الأفلام المصرية، حيث تجري كل أحداثه في أعماق المياه على مدى 110 دقاق مع فريق من الغطاسين تعداده 8 أشخاص، قرروا خوض رحلة تحدٍّ إلى موقع غرق العبّارة سالم أكسبريس عام 1991 ما بين مدينتي الغردقة وسفاجا على البحر الأحمر، مما تسبب بمصرع من كانوا على متنها وعددهم 476 شخصاً، بعدما قرر كابتن العبارة تغيير مسارها فاصطدمت بالشعب المرجانية وانقسمت قسمين ثم غرقت، وغاية الفريق استذكار من قضوا في الحادثة والتعبير عن المشاعر التي عاشها هذا العدد من الناس في مكانٍ مغلقٍ قبل أن يلفظوا أنفاسهم الأخيرة.

8 أصدقاء جهزوا عتاد ومعدات الغطس، واتفقوا مع صاحب مركب شراعي نقلهم إلى موقع غرق العبارة قبل 30 سنة، حيث باشروا الغطس لمعرفة أي حال باتت عليه العبارة الآن، وعيش واقع الاختناق ثم الغرق وكيف تصرفوا، بل وماذا قالوا لبعضهم البعض في اللحظات الصعبة والحاسمة، في فكرة قابلة للتوسع وبلوغ حقائق إنسانية صادمة في كيفية مواجهة الموت.

• 

الحالة الاستثنائية في الفيلم أن أحداثه وبنسبة 99% تدور في أعماق المياه، والشخصيات تتحاور وتتجادل وتتخاصم وأصحابها بكامل ملابس الغطس، وقد واجهوا خطرين: ضيق المساحات المتاحة للحركة داخل جسم العبّارة المتعفن، ودورية حيوية لا تهدأ لسمكة قرش لم تترك أفراد الفريق يهنأون في مهمتهم، واستفردت بهم واحداً بعد الآخر.

ومع اللقطة الختامية للفيلم ترد العبارة التالية: تم فتح العبارة سالم أكسبريس كمزار سياحي وأصبحت من أهم مواقع الغطس المثيرة في البحر الأحمر.

وقد تنوعت جنسيات فريق الفيلم ما بين اللبنانييْن: نيكولا معوض (حل مكان الفنان السوري قصي خولي بعد تعرضه لإصابة حالت دون تمكنه من التصوير) وسارة الشامي، الأردني منذر رياحنة، التونسية فريال يوسف، التركي مراد يلدريم، ومن مصر: بسمة، عمرو وهبة، ناهد السباعي، ومحمد مهران. ونحن بالكاد رأينا الوجوه واضحة لأن الجميع باستثناء رياحنة واكبناهم وهم بملابس الغطس، يعني رأينا عيونهم وسمعنا أصواتهم التي لم تكن واضحة كونها آتية من تحت الماء.

• 

حشد المخرج محمد هشام الرشيدي لعمله الطويل الأول، كاتبي سيناريو هما أحمد حليم ومحمد الحفناوي، ومصمم أكشن تحت الماء هو رضا كمونة، ومدير تصوير تحت الماء هو محمود بشير، ومصمم صوت وميكساج هو محمد فوزي.

وإذا كانت مشاهد الغطس والحركة في الأعماق وتجوال سمكة القرش قريباً من الممثلين بدت مقبولة، إلاّ أن الفيلم احتاج إلى حبكة روائية من خلال معرفة خلفية الغطاسين الثمانية الذين فجروا خلافات لم نعرف أساسها في لحظات خطيرة وحاسمة في الأعماق، ورغم تقديمهم على أنهم أصدقاء لم نلمس وداً أو نخوة تجاه بعضهم البعض، فكانوا يثأرون من بعضهم لأسباب خلافية لم يُطلعنا عليها الشريط، الذي حشر نفسه في نهاية 8 غطاسين خاضوا مغامرة غير محسوبة العواقب ودفعوا الثمن حياتهم.