ترجمة عربية حديثة لـ"رسائل جورج أورويل"

عاصر جورج أورويل حربين عالميتين طاحنتين أدتا لمقتل أكثر من مئة مليون إنسان، وظلت أشباح هذه الفجيعة مخيمة في خياله، مما انعكس على رؤيته وكتاباته، وطباعه أيضاً.

ترجمة عربية حديثة ل "رسائل جورج أورويل"

صدر حديثاً عن دار الرافدين للطباعة والنشر والتوزيع في بيروت كتاب "رسائل جورج أورويل"، اختيار وترجمة: سارة أزهر الجوهر و أحمد عزيز سامي.

تميل خطابات أورويل إلى أن تكون عملية وينطبق هذا على رسائله لأصدقائه مثلما ينسحب على مراسلاته مع وكلائه الأدبيين، إذ يعتذر سريعاً إذا ما تأخر في تنفيذ واجباته أو أهمل بعض المجاملات الإجتماعية، حتى رسائله إلى إلينور جاك وبريندا سالكلد وليديا جاكسون، الذي كان ينقصها التحبب، على الرغم من رغبته الجلية في إنشاء علاقات غرامية معهن.

حزن كثيراً لوفاة إيلين ووالده وأمه وأخته مارجوري، لكنه كان متحفظاً بشأن التعبير عن ألمه، وهذه ليست بالضرورة دلالة على بروده، ولكنها الطريقة التي تربى عليها أولئك الذين ولدوا بظروف صعبة تشبه ظروف أورويل، فهم ممن تجبرهم الحياة على أن لا يظهروا ضعفهم أو حزنهم لأحد، أو بشكل علني على الأقل.

عاصر أورويل حربين عالميتين طاحنتين أدتا لمقتل أكثر من مئة مليون إنسان، وظلت أشباح هذه الفجيعة مخيمة في خياله، مما انعكس على رؤيته وكتاباته، وطباعه أيضاً.

يمكن لأحدهم أن يصف أورويل بالعناد والصرامة، وقد شبّهه أحد أصدقائه بشخصية الحمار في (مزرعة الحيوان). وعلى الرغم من ذلك يذكر الصحفي ديفيد أستور أنه عندما يكون مكتئباً أو مضطرباً، فإنه يهاتف أورويل ملتمساً مقابلته في حانة محلية، لأنه يعرف أنه سيضحكه ويسليه ويشجعه. كما يمكن أن ينسب هذه الصرامة إلى الأوضاع المالية، فقد كان أورويل مفلساً في كثير من الأحيان.