"كوم الخادم" رواية جسدت عوالم خفية في القرية المصرية

صدرت أخيراً رواية "كوم الخادم" للكاتب المصري عبد العليم حريص.

  • "كوم الخادم" رواية جسدت عوالم خفية في القرية المصرية
    رواية "كوم الخادم" للكاتب المصري محمد جمال المغربي.

صدر  أخيراً عن دائرة الثقافة في الشارقة رواية (كوم الخادم)  للصحافي والشاعر المصري عبدالعليم حريص. وقد جاءت الرواية في 161 صفحة من القطع المتوسط وتعتبر أول عمل روائي للكاتب. وقد جاء اسم الرواية (كوم الخادم) نسبة إلى قرية الكاتب كما هي مسجلة في الوثائق المصرية للآثار، والتي تعرف حالياً باسم قرية "الشيخ بركة" إحدى قرى مركز "البلينا" في محافظة سوهاج في جنوب مصر.

استهل الدكتور عمر عبدالعزيز، مدير إدارة الدراسات والنشر بدائرة الثقافة في الشارقة، الرواية بمقدمة موجزة جاء فيها: يتجشَّم الساردُ العليمُ عبدالعليم حريص في رواية "كوم الخادم" مشقّة التوازي الإجرائي بين النص "البوليفوني" متعدد الأصوات والمنفسح على الملحمة، إلى التوليدات الحكائية الأقرب إلى "السيرغيرية" والتي تنبجس من تضاعيف السرد كما لو أنَّها لقطات وامضة .. قد تكتمل حيناً، وقد تتخلى عن مصائرها الدرامية أحاييين أُخرى .. تاركة أبطالها في درب المتاهة الوجودية.. فاتحة الباب للتخييل المُشعْرن باللغة، وما تحتمله من " ميتافورا" المعنى والمبنى.

ويسجل السارد حالة مكانية في قرية من قرى الصعيد المصري، وهي حالة تنخلع من مكانها الوصفي المحدد، لتتمدَّد مفهومياً وواقعياً في كامل القرى المصرية المشمولة بتصاريف الواقع وثقافة الما وراء.

هنا نمسك بالمعنى الأشمل لما هو خفيٌّ وأخْفى في تواريخ الحضارة المصرية القديمة، المؤسسة على فقهِ الغيوبِ والماورائيات، بل إنَّنا نمتلك فرصة في التعاطي مع التجسيم رغماً عن سيادة التجريد، فتفيض رمال الأرض وحجارتها وسهولها بكواشف ساطعة ، لكثرة كاثرة من الُّلقى الأثرية، والنصوص السردية المُشخَّصة والمجردة في ذات الوقت. وبحسب وصف الكاتب خلال الرواية نختار هذه الجزئية على لسان السارد العليم (فما يظهر هنا، لا يمثل عُشر الحقيقة، التي تختفي أسفل الأرض، وينطبق هذا على أغلب قرى ومدن صعيد مصر، حيث الحقيقة تختفي، ولا يظهر منها إلا مقدار ضئيل أمام أعين الناس.. وتبقى الحقيقة جزءاً من الأسطورة، والأسطورة بنت الحقيقة، الرابضة أسفل "كوم الخادم".