"من ضفاف البحيرة الى رحاب الثورة" لصلاح صلاح

صدر أخيراً عن دار الفارابي في بيروت كتاب "من ضفاف البحيرة الى رحاب الثورة" للمناضل السياسي الفلسطيني صلاح صلاح.

كتاب "من ضفاف البحيرة الى رحاب الثورة" للمناضل السياسي الفلسطيني صلاح صلاح.

 

الكتاب هو عبارة عن مذكرات تروي تجربة صلاح صلاح الغنية في العمل الوطني الفلسطيني، فضّل الكاتب سردها بطريقة حكائية تجعل القارئ يستمتع بتجاربه المتراكمة في العمل السياسي الفلسطيني حيث يبذل جهده في وضع عصارة تجربته في هذا الكتاب.

 

تكمن أهمية مذكرات صلاح كعضو في حركة القوميين العرب ثم كمؤسس في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ثم عضو مكتبها السياسي وعضو في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، في كونه يمتلك تجربة تاريخية طويلة عاشها بحلوّها ومرّها  تستحق التوقف أمامها وأخذ العبرة منها. فالمناصب التي تقلّدها والظروف التي مرّ بها تجعل مذكراته تفتح أمامنا أفقاً واسعاً لدراسة التجربة الفلسطنية. 

 

مذكرات صلاح صلاح شهادة تاريخية مهمة على ما حدث للقضية الفلسطنية إلى جانب المذكرات/ الشهادات الأخرى، ابتداء بمذكرات المناضلين الفلسطينيين الكبار الشيخ أمين الحسيني وعارف العارف الى مذكرات أنيس الصايغ وشفيق الحوت وأبو ماهر اليماني...

 

القارئ لمذكرات صلاح صلاح (أبو ربيع) سيجد أنه مسكون بثلاثة أشياء: حبه للبنان، ودخوله المتتالي للسجون، وتنقلّه في المنافي لا لشيء إلا لأجل فلسطين.

 

يقول صلاح في تعريفه بالكتاب: "مسيرة طويلة، بدأتها مبكراً، غنية بالخبرات والتجارب، فيها سلبيات وإيجابيات، تحمل الأمل والبشائر كما خيبات الأمل والنكسات، لكني، في كل الحالات القاسية، والظروف الصعبة، لم أسمح لليأس أن يلمسني ولا للإحباط أن يقترب مني. حافظت على التفاؤل بكل جوارحي وجعلت الثقة بالمستقبل نبراسي وحتمية الانتصار إيماني، وإلا لن يستطيع المناضل أن يشق طريقه إلى الأمام، ويتغلب على الصعاب الكثيرة التي تواجهه إذا لم يتحلَّ بهذه الصفات".

 

ويضيف صلاح: "التجارب الذاتية للمناضلين المدافعين عن حقوق شعبهم العادلة، ومصالح جماهير بلدانهم، مليئة بالوقائع التي تثبت أن الإنسان يملك قدرات هائلة وإرادة صلبة ومؤهلات استثنائية تمكّنه – إذا عرف كيف يستخدمها – من الصمود والتحدي وتحقيق الإنجازات. وبقدر ما يتعمق وعي المناضل لواقعه وطاقات شعبه ومخزون جماهيره من ناحية، ويتعرف بشمولية إلى عدوه ومزاياه وخصائصه من ناحية ثانية، ويواكب التطورات العلمية والقفزات الحضارية المتسارعة من ناحية ثالثة، فإنه يقترب أكثر فأكثر نحو الانتصار الحتمي".

 

يتابع صلاح: "نحن جيل أخفق في مكان ما ومرحلة ما، ونجح في مكان آخر ومرحلة أخرى، لكنه لم يصل إلى نهاية الطريق. في مسيرتنا الطويلة هذه، نضع بين أيدي الشباب معطيات ووقائع ومعلومات تعينهم في استخلاص الدروس والعبر "ليكملوا المشوار". هذا ما قصدته من هذا الكتاب".

 

الكتاب الذي قدّم له الصحافي الكبير طلال سلمان، جاء من دون تبويب منهجي على شكل فصول، وهي ملاحظة ذكرها سلمان بقوله: "ولأنه ليس كاتباً محترفاً فقد روى تجربته الغنية بغير تنسيق ولا تبويب. روها كما عاشها بتفاصيلها جميعاً التي تكشف "احترافه" بمعنى أنه كان يدوّن يومياته على الورق أو على جدار السجن، أو على أغلفة المجلات، أو على هوامش الصفحات في الكتب التي قرأها".