صدور الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر رشيد أيوب

صدرت حديثاً عن دار بيسان في بيروت الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر اللبناني المهجري رشيد أيوب.

والكتاب يحتوي ثلاثة دوواين صدرت جميعها في نيويورك وهي: "الأيوبيات"، "هي الدنيا"، و"أغاني الدرويش". وكان أيوب يُدعى بـ«الدرويش» نسبةً إلى ديوانه هذا.

ولد رشيد أيوب في بسكنتا في جبل لبنان سنة 1871 ثم انتقل سنة 1889 إلى باريس، فأقام ثلاث سنوات. وانتقل إلى مانشستر فأقام نحو ذلك. عاد بعد ذلك إلى قريته، فمكث أشهُرًا، ومع بدايات حركة الهجرة من لبنان وسوريا إلى أميركا شدَّ أيوب رحاله إلى هناك، واستقرَّ في مدينة «نيو أورلينز» الأميركية، حيث عمل في التجارة وأصاب قسطًا من النجاح، لكنه نزح إلى نيويورك بحثًا عن مُناخ أدبيٍّ يحفِّز طاقته الإبداعية ويحتفي بنتاجاته.

وقد وجد رشيد أيوب ضالته في نيويورك بالفعل، حيث التقى عددًا من خيرة أدباء المهجر، وأسس معهم عام 1920 جماعة أدبيَّة أسموها «الرابطة القلمية»، التي ترأسها جبران خليل جبران وضمَّت في عضويتها كلًّا من: ميخائيل نعيمة، وليم كاتسفليس، إيليا أبي ماضي، نسيب عريضة، عبد المسيح حداد، ندرة حداد، وديع باحوط، إلياس عطا الله.. واستمر أيوب في نيويورك إلى أن توفي ودفن في بروكلين عام 1941.

كان أيوب يُدعى «الدرويش» نسبةً إلى ديوانه «أغاني الدرويش»، كما لُقِّب ﺑ«الشاعر الشاكي» لكثرة ما تردَّد من شكوى الدهر في قصائده. ويتسم شعره في مُجمله بفنيَّة عالية، ونزعة حكائية، وسلاسة لفظية مع تدفُّق شعوريٍّ تبرز فيه دواخله الحزينة وعشقه للطبيعة، وكذلك معاناته في الغربة وحنينه الدائم إلى الوطن، وسخطه على الظلم والحرب، وتطلُّعه إلى العدل والسلام.

يقول ميخائيل نعيمه: أما ديوان "أغاني الدرويش" فقد نظمه ونشره قبل أن تكون "الرابطة القلمية "لذلك جاء ما فيه من شعر شبه عار للشاعر من عهد في حالة حشرجة الى عهد يفور بكل جديد، في حين أن الديوانين الأخيرين يمثلان صاحبهما، كما عرفته، أصدق التمثيل".

تتكرر في شعره كلمات تدل على البيئة اللبنانية الجبلية أمثال: وادي الجماجم، خيمة الناطور، الكروم، الغدير، الضباب، النجوم، سراج البلابل، الرعاة، العندليب، الفلاح، وأغاني أيام الحصاد.