"اللون أرجواني".. رواية تُوثّق العنصرية في أميركا

ترصد "اللون أرجواني" العنصرية في الولايات المتحدة وتوثق روائياً تأثيرها على النساء بشكل خاص في ظل المجتمع البطريركي الذكوري، وتتخذ من قصة سيلي معبراً إلى ذلك جراء الاضطهاد.

 

صدرت مؤخراً عن دار المدى في بيروت رواية "اللون أرجواني" للكاتبة الأميركية الأفريقية آليس ووكر، ترجمة سيزار كبيبو ومراجعة زياد عبدالله.

وتعد "اللون أرجواني" مفصلية في تاريخ الرواية النسوية، وعملاً أدبياً تحررياً بالمعنى الإبداعي والفكري، حظي باحتفاء كبير سواء في أميركا أو في شتى أرجاء العالم، حيث حازت جائزة بوليتزر عام 1983، وجائزة الكتاب الوطني في العام نفسه، وبيع منها بعد خمس سنوات على صدورها أكثر من ستة ملايين نسخة حول العالم، ثم تضاعف هذا الرقم بعد عشر سنوات.

ترصد "اللون أرجواني" (طبعت للمرة الأولى عام 1982) العنصرية في الولايات المتحدة وتوثق روائياً تأثيرها على النساء بشكل خاص في ظل المجتمع البطريركي الذكوري، وتتخذ من قصة سيلي معبراً إلى ذلك جراء الاضطهاد الذي تتعرض إليه، والذي سرعان ما يصير إلى مآسٍ تنزل بها على أيدي الرجال، سواء جراء اغتصاب زوج أمها لها، أو تحويلها إلى خادمة مضطهدة على يدي زوجها، والذي سرعان ما يفصل بينها وبين أختها نيتي التي تكون الإنسان الوحيد الذي تحبه في هذا العالم القاسي، وصولاً إلى شخصيات أخرى تنوجد لتستكمل مشهد العسف الذي عاشه ويعيشه السود في قالب درامي تصعيدي يقود الشخصيات إلى متغيرات لن تكون إلا تمردية ثورية.

في العام 1985، وبعد ثلاثة أعوام من صدور رواية "اللون أرجواني"، اقتبس المخرج المعروف ستيفن سبيلبرغ الرواية لصناعة فيلم حمل العنوان نفسه.

وفي العام 2005 تحولت "اللون أرجواني" إلى مسرحية موسيقية ناجحة على نحو استثنائي على مسرح برودواي، وكانت دور العرض تعج بالجمهور كل ليلة على مدار ما يزيد عن سنة. وبعد عشرة أعوام على نقل "اللون أرجواني" إلى برودواي، تم عرضها في العام 2015 على أكثر المسارح احترافاً في أميركا ضمن عرض غنائي.

وتعد ووكر، الحائزة على جائزة محمود درويش للإبداع للعام 2017، روائية وشاعرة وقاصة وناشطة حقوقية، لديها ما يزيد عن 13 رواية ومجموعة قصصية، إضافة إلى عشر مجموعات شعرية، وعشرات المقالات، علاوة على مجموعة من كتب الأطفال.

عرفت ووكر بمناهضتها للعنصرية في كل مكان، ورفضها لحرب فيتنام وحرب العراق، ونصرتها للقضية الفلسطينية. وسجّلت ووكر مواقفها إزاء مختلف أشكال الفصل العنصري، أهمها رفضها الشديد عام 2012، لصدور ترجمة إسرائيلية لروايتها هذه بما أنّ إسرائيل تقوم على العنصرية "وهي مذنبة بالأبارتهايد واضطهاد الشعب الفلسطيني".