فنانون ومثقفون لــ "معهد العالم العربي": لا للتطبيع

فنانون ومثقفون عرب يوجهون رسالة إلى "معهد العالم العربي"، ويدعونه فيها إلى إعادة النظر في المواقف التي اتخذت بخصوص مهرجان "Arabofolies" ومعرض "يهود الشرق"، والتي تعطي إشارات واضحة عن التطبيع.

  • ملصق مهرجان
    ملصق مهرجان "Arabofolies" في "معهد العالم العربي"

دعا فنانون ومثقفون من العالم العربي، "معهد العالم العربي" في باريس، إلى إعادة النظر في المواقف التي اتخذت بخصوص مهرجان "Arabofolies"  ومعرض "يهود الشرق"، والتي تعطي إشارات واضحة عن التطبيع.

وتوجه هؤلاء برسالة مفتوحة إلى المعهد أكدوا فيها أنه "لن نسمح لأحد أن يستخدم المدخلات الثقافية لدينا، لخدمة أجندة التطبيع الذي يقوض نضال الشعب الفلسطيني".

وجاء في الرسالة: "نحن الموقعون أدناه، مثقفين وفنانين من العالم العربي، نطلب من "معهد العالم العربي" في باريس إعادة النظر في المواقف التي اتخذت بخصوص مهرجان "Arabofolies" ومعرض "يهود الشرق"، والتي تعطي إشارات واضحة عن التطبيع ، وهذه محاولة تقديم إسرائيل ونظامها  الاستعماري الاستيطاني والفصل العنصري، كدولة طبيعية. وللتذكير، فإن تقرير "هيومن رايتس ووتش" الذي نشر في نيسان/أبريل الماضي يدين "إسرائيل"، ويصفها بأنها دولة فصل عنصري، كما بتسيلم، وهي أكبر منظمة إسرائيلية لحقوق الإنسان، قد فعلت سابقاً". 

وبحسب الموقعين، فإن "معهد العالم العربي" أظهر أولى "بوادر سياسة التطبيع في بداية هذا العام، عندما قال رئيس المعهد إنه يرحب بما يسمى "اتفاقيات أبراهام". وفرضت هذه العروض التي قدمتها الأنظمة العربية غير المنتخبة أو الاستبدادية ، والنظام الاستعماري الإسرائيلي من جهة أخرى من قبل الإدارة عنصرية الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب في تجاهل حقوق الشعب الفلسطيني".

وأضافوا: "ثم جاءت التصريحات الخطيرة لعضو اللجنة العلمية لمعرض "يهود الشرق" في المعهد ، دينيس شاربيت. وكشف أن معهد العالم العربي يتعاون مع مؤسسات إسرائيلية معنية بالاستيلاء على الثقافة العربية الفلسطينية واليهودية العربية. وأعلن عزمه القاطع على فرض إسرائيل كأمر واقع وكوجود "طبيعي" في برامج المعهد. كان شاربيت سعيداً: "هذا المعرض هو الثمرة الأولى لـ" الاتفاق الإبراهيمي".

واعتبر الموقعون أن "معهد العالم العربي"  الذي لعب دوراً رئيسياً في التعريف بالثقافة العربية وتقديمها للجمهور الفرنسي، "يرتكب خيانة فكرية من خلال اعتماد هذا النهج التطبيعي -  كواحد من أسوأ أشكال الإكراه والإستخدام غير الأخلاقي للفن باعتباره أداة سياسية لإضفاء الشرعية على الاستعمار والقمع"، مؤكدين أن المعهد "يفتقر إلى الصدق الفكري والأخلاقي ، لأنه يخلط عمداً بين اليهود العرب واليهود "الشرقيين" وبين الحكم الاستعماري والفصل العنصري الإسرائيلي."

ومما جاء في الرسالة أيضاً أن الاستمرار في هذا النهج للتطبيع "من شأنه أن يتسبب في خسارة المعهد ليس فقط للمثقفين والفنانين الذين استضاف إنتاجهم الثقافي الإبداعي على مدى عقود ، ولكن أيضاً الجمهور العربي بشكل عام".

يذكر أن من بين الموقعين: الروائي اللبناني الياس خوري، الفنان اللبناني مارسيل خليفة، المؤرخ الفلسطيني رشيد خالدي، الشاعر المغربي محمد بنيس، الباحث والمؤرخ التونسي يوسف الصديق، الكاتب المسرحي الكويتي سليمان البسام، الشاعر والروائي العراقي سنان أنطون، المؤرخ المصري خالد فهمي.  

أنظمة عربية عدة، وبعد سنوات من التطبيع السري مع الاحتلال الإسرائيلي، تسير في ركب التطبيع العلني، برعاية كاملة من الولايات المتحدة الأميركية.