"مهرجان بيروت للأفلام الوثائقية"يتحدى الصعاب: عروض لعام كامل

"مهرجان بيروت للأفلام الفنية الوثائقية"ينطلق لمدة عام كامل، ويستعرض المحطات الثقيلة التي مرت بلبنان في العامين المنصرمين.

  • لوغو المهرجان
    لوغو المهرجان

تحدٍ كبير، ربما غير مسبوق، انطلق به "مهرجان بيروت للأفلام الفنية الوثائقية" (BAFF) في دورته السابعة التي تنضوي تحت راية "الوحي"، ممتداً على مدى عام كامل، من 18 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري حتى 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2022.

وتجري العروض والأنشطة المرافقة في "مسرح مونو" في الأشرفية في بيروت، لمدة 10 أيام من انطلاقته، على أن تستمر بقية العروض ومواكباتها في المدة المتبقية عبر الانترنت.

ويتشارك المهرجان فعالياته مع "المعهد الثقافي الإيطالي"، وسفارات الولايات المتحدة وسويسرا واسبانيا وبلجيكا و"معهد غوته" الألماني. 

وترى منظِّمة المهرجان أليس مغبغب أن: "فعاليات المهرجان تجري في الوقت الذي يمر فيه اللبنانيون بأسوأ أزمة في تاريخهم المعاصر،على مختلف الصعد، وهم يشهدون هجرة شباب جماعية، ومن هنا رغب القيمون على المهرجان أن يتذكر الثورات الفنية، وبعض المعارك الثقافية الكبيرة التي قام بها مخرجون، وفنانون تشكيليون، ومهندسون، وراقصون في العالم أجمع، ألهموا ثم فتحوا الطريق أمام تغييرات كبيرة".

وأضافت: "لا يسعنا أن نقف مكتوفي الأيدي أزاء ما يجري في وطننا من انهيار، لذلك، علينا أن نضم مساعينا، وجهودنا للمشاركة في استمرار الحياة الثقافية في لبنان، بالرغم من جو الكآبة والبؤس السائد، ولا يمكن للإفلاس المادي أن يتحول إلى إفلاس فكري، فلا مجتمع يستطيع الاستمرار من دون ثقافة".

  •  برهان علوية
    برهان علوية

ويستعرض المهرجان المحطات الثقيلة التي مرت بلبنان في العامين المنصرمين، ويتوقف عند وباء "كورونا"، والفشل الاقتصادي، وانفجار 4 آب/أغسطس 2020، كأسباب لإقفال صالات السينما الواحدة تلو الأخرى، وضعت اللبنانيين في عزلٍ طويل الأمد ثقافي واجتماعي في آن.

وتعتقد مغبغب أن "المخرجين، والممثلين باتوا يفتقرون إلى جمهورهم، وإلى أحدث الانتاجات المحلية والدولية".

ويسعى المهرجان لعودة الفن السابع إلى الصالات في كل أنحاء لبنان، لأن "الفن لا يجد طريقه إلى القلب إلا عبر الكفاح من أجل كرامة الانسان"، كما قالت مغبغب، معلنة أن مبيعات وأرباح المهرجان في مسرح مونو ستقدم إلى "دار جمعية الطفل اللبنانية" التي أصبحت، بنظر مغبغب، "مرجعاً في لبنان في مجال حماية وتربية الأطفال الفقراء الذين أُسيئت معاملتهم".

مواعيد ومحطات

  • مؤسِّسة المهرجان أليس مغبغب (صورة من الأرشيف الخاص)
    مؤسِّسة المهرجان أليس مغبغب (صورة من الأرشيف الخاص)

يفتتح المهرجان بتكريم المخرج اللبناني الراحل برهان علوية، الذي وصفته نشرة المهرجان بــ "أب السينما اللبنانية الحديثة"، على أن يقدم حفل التكريم المخرج اللبناني هادي زكاك. 

ثم يعرض فيلم Lettre d'un temps d'exil، من سنة 1989، إخراج برهان علوية، بالاشتراك مع "نادي لكل الناس"، ويعرض حكاية 4 شخصيات هم: عبد الله، فرد سابق في ميليشيا، وكريم، صحفي عاطل عن العمل، يعيش الاثنان في باريس، ورزق الله بائع السيارات، يمارس تجارته في بروكيل، والجرّاح نسيم الذي استقر في ستراسبورغ، وكلهم لم يتعارفوا، رابطهم الوحيد هو المنفى.

من محطات المهرجان عرض استيعادي للمخرج اللبناني هادي زكاك بين 19 و21 الجاري في جبيل، والبداية بالفيلم اللبناني - الإيطالي "شهر عسل" (Honeymoon 58- 2013) من سنة 2013.

يليه في اليوم عينه فيلم "يا عمري" (Wrinkles 104)، من أعمال 2017، واليوم التالي، تعرض أفلام "بيروت وجهات نظر"، (لبناني)، من سنة 2000، و"مارسيدس" (لبناني-قطري) ، من سنة 2011.

اليوم الثالث والأخير، تعرض أفلام "لبنان من خلال السينما"، (لبناني) من أعمال 2003. وفيلم "سينما الحرب في لبنان" (لبناني-إماراتي-2003)، إضافة إلى "درس في التاريخ" (لبناني- قطري 2011).

لماذا هادي زكاك؟

  •  هادي زكاك
    هادي زكاك

لماذا هادي زكاك؟ تقول مغبغب لأن "زكاك هو أحد أهم منتجي الأفلام في لبنان، وحائز على عدة جوائز في صناعة الأفلام، كما أنه باحث في الشؤون السينمائية، وحاصل على ميدالية الفرنكوفونية لأفضل فيلم وثائقي 2016، هو "كمال جنبلاط" - شاهد وشهيد -  وأفلام عديدة أخرى.

يذكر أن زكاك كتب أكثر من 20 سيناريو لأفلام وثائقية، ومن جعبة أفلامه فيلم "يا عمري" الحائز على جائزة لجنة التحكيم في مهرجان "مالمو" للفيلم العربي في استوكهولم بالسويد سنة 2017. 

في 22 الجاري، يقام مؤتمر في مسرح مونو، يليه توقيع كتاب هادي زكاك "العرض الأخير" وهو سيرة السينما في طرابلس اللبنانية، يروي تطور وارتقاء السينما في طرابلس، ثم تراجعها، وسقوطها.

وفي 28 الجاري، عرض فيلم The Blue Inmates، من أعمال سنة 2020 إخراج زينة دكاش- الفنانة المعالجة للأمراض النفسية والعقلية في السجون اللبنانية بالفن المسرحي.

وتبقى "اليراعات الذهبية" (Lucioles d'Or) جائزة سنوية تم ابتكارها من قبل المهرجان، بهدف مكافأة النساء اللبنانيات لالتزامهن تجاه المجتمع المدني. وخصصت جائزة العام الحالي للمخرجة دكاش.

وفي 12 كانون الأول/ديسمبر المقبل، تنطلق عروض المهرجان عبر الانترنت بعرض فيلم Betty Boop Forever، إخراج كلير دوغي، على أن تلي العرض مناقشة مع المخرجة حول ابتكار النجمات في عالم السينما.

أما 30 كانون الأول/ديسمبر 2022، فيكون ختام المهرجان عبر الانترنت، مع عرض فيلم برهان علوية Il ne suffit pas que Dieu soit avec les pauvres، من عام 1978، يدور حول مهندس مصري حاول تحديث التقاليد الهندسية في مصر. يلي العرض لقاء مع جورج عربيد المؤرخ في مجال الهندسة المعمارية.

ويتضمن المهرجان 8 أفلام بالتعاون مع "المركز الثقافي الإيطالي"، و6 أفلام مع السفارة الأميركية، و4 أفلام مع "معهد غوته"، و3 أفلام مع السفارة السويسرية، وفيلمان مع سفارة بلجيكا، وفيلمان مع سفارة اسبانيا.