"أيقونة البحار" تثير حفيظة أنصار البيئة

يمكن لـ"أيقونة البحار" (Icon of the Seas)، أن تصل حمولتها الإجمالية إلى 250800 طن، أي 5 مرات حجم حمولة سفينة "تيتانيك".

  • "أيقونة البحار"

انطلقت "أيقونة البحار" في رحلتها الأولى من ميامي، وهي أكبر سفينة سياحية بحسب بنّائيها. وتبدو السفينة التي طلبتها شركة النقل البحري "رويال كاريبيين" كأنها بلدة صغيرة.

ويمكن لـ"أيقونة البحار" (Icon of the Seas)، أن تصل حمولتها الإجمالية إلى 250800 طن، أي 5 مرات حجم حمولة سفينة "تيتانيك".

السفينة تمتد على ارتفاع نحو 1200 قدم (365 متراً) من مقدمتها إلى مؤخرتها. وتتألف "أيقونة البحار" من 20 طابقاً وتتسع لنحو 8 آلاف راكب وتصل حمولتها إلى 250 ألف طن، وتضم 7 مسابح ومتنزّهاً ومتاجر، وأكثر من 40 مطعماً وباراً، وحلبة تزلج على الجليد.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة بناء السفن ماير توركو تيم ماير "هذه السفينة هي حتى الآن، وفقاً لمعلوماتنا، أكبر سفينة سياحية في العالم". وتتميّز "أيقونة البحار" التي بدأ بناؤها في العام 2021 بقبة زجاجية عملاقة تغطّي مقدّمتها.

وهناك سفينتان أخريان بالحجم نفسه في دفتر طلبات ماير توركو.

ويؤكّد داعمو اعتماد الأحجام الكبيرة أن فاعلية الطاقة لسفينة كبيرة أكبر من الطاقة المستخدمة في عدد من القوارب الصغيرة مجتمعة. لكن عودة قطاع الرحلات البحرية وانتشار السفن العملاقة يثيران القلق.

وقالت كونستانس دييكسترا المتخصصة في النقل البحري في منظمة "ترانسبورت أند إنفارومنت" غير الحكومية "إذا اتبعنا ذلك المنطق، فسنقوم ببناء سفن رحلات بحرية أكبر، لكن بأعداد أقل". وأضافت "لكنّ الحال ليست كذلك. نشهد عدداً متزايداً من السفن وهي أكبر من أي وقت مضى".

قلق بشأن انبعاثات الميثان


وفيما تتّخذ السفن السياحية الحديثة تدابير لتخفيف الانبعاثات عبر التكنولوجيا، وتعمل "أيقونة البحار" بالغاز الطبيعي المسال الأقل ضرراً من الوقود البحري التقليدي. بيد أن الناشطين البيئيين ليسوا مقتنعين بذلك.

وتقول الجماعات المدافعة عن البيئة إن تسرب غاز الميثان من محركات السفينة يشكل خطراً غير مقبول على المناخ بسبب آثاره الضارة على المدى القصير.

وقال بريان كومر، مدير البرنامج البحري في المجلس الدولي للنقل النظيف، وهو مركز أبحاث للسياسات البيئية "بحسب تقديراتنا، فإن استخدام الغاز الطبيعي المسال كوقود يسبب انبعاثات غازات الدفيئة خلال دورة الحياة بنسبة تزيد على 120 في المئة مقارنة بالوقود البحري".

وتستخدم السفن السياحية مثل أيقونة البحار محركات منخفضة الضغط وثنائية الوقود ينبعث منها غاز الميثان إلى الغلاف الجوي في أثناء عملية الاحتراق. وتقول رويال كاريبيين إن سفينتها الجديدة أكثر كفاءة بنحو 24 في المئة من متطلبات المنظمة البحرية الدولية فيما يتعلق بانبعاثات الكربون.

وقال جوها كيتولا مدير البحث والتطوير والهندسة في شركة وارتسيلا التي طورت محركات السفينة السياحية الجديدة، إن تكنولوجيا محركات الغاز الطبيعي التي تصنعها وارتسيلا ينبعث منها غاز ميثان أقل بنسبة 90 %عما كانت تنتجه قبل 20 إلى 30 عاماً.

وقالت آنا بارفورد الناشطة في منظمة "ستاند إيرث" غير الربحية إن "الميثان يخضع لمزيد من التدقيق"، مشيرة إلى أن المنظمة البحرية الدولية قالت الصيف الماضي إن جهودها لخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري تشمل معالجة انبعاثات الميثان.

كما تطرح تحديات أخرى مع تزايد السفن الكبيرة، مثل اكتظاظ الموانئ وعدم وجود بنى تحتية جاهزة للتعامل مع الحشود.

وفي سعيها إلى زيادة عدد الركاب، تميل خطوط الرحلات البحرية إلى تقليل حجم الطاقم. وقد تكون هذه مشكلة، خصوصاً في حالات الطوارئ. وقال باباثاناسيس: "عمليات الإجلاء تكون أكثر صعوبة على متن السفن الكبيرة".