تعليق مشروع تنقيب النفط والغاز لـ"شل" في جنوب أفريقيا

ينتصر الناشطون المدافعون عن البيئة على شركة "شل" بعد تعليق قضاء جنوب إفريقيا مشروعاً للمجموعة البريطانية الهولندية العملاقة كان سيسبب موجة صدمات كل 10 ثوان في المحيط.

  • مدافعين عن البيئة:
    مدافعين عن البيئة: "اخترنا المحيط لا النفط" (صورة أرشيفية)

علّق قضاء جنوب إفريقيا اليوم الثلاثاء، مشروعاً للمجموعة البريطانية الهولندية العملاقة "شل"، وكان سيسبب موجة صدمات كل 10 ثوان في المحيط بحثاً عن النفط والغاز قبالة واحد من أجمل سواحل البلاد، في انتصار غير مسبوق للناشطين المدافعين عن البيئة. 

وتُعرف منطقة "وايلد كوست" أو الساحل البري المفتوحة على المحيط الهندي بمناظر طبيعية خلابة تمتد على حوالى 300 كيلومتر. وهي تضم عدداً من المحميات الطبيعية والبحرية.

في هذا الموقع بالتحديد وعلى مساحة تزيد عن 6 آلاف كيلومتر مربعة، قررت "شل" إطلاق مشروع استكشاف زلزالي جديد. وقد عارضها ناشطون بيئيون وصيادو سمك وسكان محليون، قائلين إنها "تشكل خطراً على الحياة البحرية".

وتظاهر مئات من المدافعين عن المحيط والطبيعة في كانون الأول/ديسمبر الجاري، على شواطئ عدة في البلاد وعطلوا عدداً من محطات الوقود التابعة لشل، داعين إلى مقاطعة المجموعة.

ورفضت المحكمة مطلع الشهر الجاري اعتراضاً أول تقدم به ناشطو البيئة. ودافع وزير الطاقة في جنوب إفريقيا عن مشروع "شل"، متهماً معارضيه بعرقلة الاستثمارات الاقتصادية التي تحتاج إليها البلاد.

وهذه المرة، في نقض جديد شارك فيه المجتمع الذي يعيش في هذه المنطقة الطبيعية المحمية حتى الآن، حكم القضاء لمصلحة المدافعين عن البيئة. 

وينص الحكم على أن "محكمة غراهامستاون في مقاطعة الكاب الشرقية (جنوب شرق) تمنع المجموعة العملاقة البريطانية الهولندية من القيام بأعمال زلزالية للتنقيب".

وقال القاضي جيرالد بلوم إن "الشركة لم تفِ بالتزام مشاورة السكان المحليين الذين يتمتعون خصوصاً بحقوق الصيد وتربطهم صلة روحية وثقافية خاصة بالمحيط".

ورداً على سؤال لوكالة "فرانس برس"، قال متحدث باسم "شل" إن الشركة "تحترم حكم المحكمة وعلقنا الدراسة فيما نراجع الحكم". 

 "انتصار هائل" 

يستخدم التنقيب عن الوقود الأحفوري في عرض البحر تحليل انتشار الموجات الزلزالية لتحديد البنية الجيولوجية للتربة التي يمكن أن تحوي محروقات. وتطلق موجات الصدمات من سفن مزودة بمدافع هوائية.

وقال المتحدث باسم "شل" إن "دراسات من هذا النوع تجرى منذ أكثر من 50 عاماً بما في ذلك أكثر من 15 عاماً من البحث العلمي العميق".

وتابع المتحدث باسم "شل" أن "جنوب إفريقيا تعتمد بشكل كبير على الواردات لتأمين جزء كبير من احتياجاتها من الطاقة، وإذا تم اكتشاف موارد مستدامة في البحر يمكن أن تسهم بشكل كبير في أمن الطاقة في البلاد". 

ويقول المدافعون عن البيئة إن "هذه التفجيرات قد تؤدي إلى خلل في سلوك الحيوانات ونظامها الغذائي وتكاثرها وكذلك هجراتها، وخصوصاً الحيتان، إذ إن معظم الحيوانات البحرية تعتمد على حاسة السمع".

سينيغوغو زوكولو، وهو أحد موظفي جمعية السكان "حماية الساحل البري" (اس دبليو سي)، التي تضم أصحاب عقارات وصيادين ووجهاء، أكد  أنه "أخيراً سمع صوت المتضررين وتم الاعتراف بالحقوق الدستورية للشعوب الأصلية".

الموظفة كاثرين روبنسون من منظمة "عدالة الطبيعة" (نيتشر دجاستيس)، أحد أطراف الإدعاء المدني في أول إجراء قانوني ضد المشروع، كاثرين روبنسون قالت إنه "نتصار هائل". 

وأضافت "إذا أردنا مكافحة تغير المناخ يجب أن نقاوم استغلال النفط والغاز في جنوب إفريقيا وفي كل القارة على الرغم من أن جماعات الضغط قوية إلى درجة لا تصدق". 

وكان من المقرر أن يستمر مشروع شل 5 أشهر من دون توقف وأن يشمل إرسال موجة صدمة قوية كل 10 ثوان، 24 ساعة في اليوم.