جهود لإزالة "شِباك الشبح" من بحر لبنان

المركز اللبناني للغوص يوثّق بالصور والفيديوهات عدداً من المخاطر على الأحياء البحرية، ومنها الشِباك وخيوط النايلون وبعض النفايات البلاستيكية.

  • جهود لإزالة
    جهود متكررة يبذلها الغواصون لإزالة "شِباك الشبح" من بحر لبنان

لا يختلف قعر البحر اللبناني عن شاطئه من شمال لبنان إلى جنوبه، وعلى رغم الجماليات العديدة التي تتمتع بها الأعماق فإن التلوّث الناجم عن الإهمال وانعدام المسؤولية جعلاه في عداد البحار الملوثة.   

ولولا  جهود الغواصين، لما كان هناك من من يسلّط الضوء على هذه المعضلة البيئية المتفاقمة.

واللافت أن التلوّث البحري لا يقتصر على النفايات ومجاري الصرف الصحي وحسب في قعر البحر، بل هنالك ملوّثات غير مرئية، في قعر البحر أيضاً، تتمثّل في أطنان من شِباك الصيادين.

وبجهود متواصلة، نظّم غواصو المركز اللبناني للغوص حملة تنظيف الأعماق من النفايات والشِباك التالفة التي يخلّفها الصيادون ويقذف بها في البحر من أماكن بعيدة.، حيث  واكب الميادين نت الحملة الحثيثة.

وفي الإطار نفسه، ناشد المركز، الوزارات المعنية في البيئة والنقل والأشغال وغيرها من الوزارات والجمعيات البيئية، "إيلاء قعر البحر اللبناني أهمية قصوى، وعدم الاكتفاء بنظافة الشواطئ، وصرف الاموال الطائلة على ذلك".

 وقال مدير المركز يوسف جندي الغوّاص العالمي الناشط في عالم البحار والبيئة: "بعد جولات غوص دامت أكثر من شهر، استطعنا في المركز اللبناني للغوص وبالصور والفيديوهات أن نوثّق عدداً من المخاطر على الأحياء البحرية، ومنها الشِباك وخيوط النايلون وبعض النفايات البلاستيكية، ونحن نعمل مع الغواصين لانتشال عدد من الشِباك الغارقة على عمق يتجاوز  40 متراً".

أضاف: "أن الشِباك التي يفقدها الصيادون، تسمى  "الشِباك الشبح"، نظراً إلى خطرها على الكائنات البحرية، حيث تتسبب بنفوق كثير من الكائنات البحرية، ومنها المهددة بالانقراض (كالسلاحف)".

ونشر جندي فيديو حول المهمة موضحاً أن "إزالة شِباك الصيد من البحر  جرت على عمق تجاوز 40 متراً لما تسببه من خطر على الحياة البحرية".

 

وفي عام 2017، أطلقت بلدية صور، بالتعاون مع المركز اللبناني للغوص، حملة لتنظيف قعر البحر من المخلّفات والملوّثات التي يرميها بعض أصحاب المراكب وروّاد البحر، بهدف الحفاظ على نظافة البحر، وخلوّه من الملوّثات التي تؤثّر سلباً في البيئة البحرية والثروة السمكية.

مسح للبقع النفطية

ومنذ أشهر، قام فريق المركز اللبناني للغوص بعمليات مسح وكشف للمناطق الملوثة بالبقع النفطية مصدرها  إحدى السفن الإسرائيلية.

وبعد عملية المسح قال جندي، "كَلّفنا رئيس بلدية صور حسن دبوق والمركز الوطني للبحوث العلمية، فأجرينا عمليات مسح وكشف على المناطق الملوثة بالنفط ، لا سيما سطح الماء، وبعض الكهوف والمغاور البحرية، وقد رصدنا عدداً من المناطق الملوثة، لا سيما على شاطئ محمية صور الطبيعية الذي يشكل متنفساً لرواد البحر من كل لبنان، وأعددنا تقريراً يحدد من المسؤول والخسائر التي لحقت بالشواطئ ليصار إلى رفع دعوى ضد العدو الإسرائيلي الذي تسبب بهذه الكارثة البيئية التي نتجت عنها خسائر كبيرة".

  • نفوق الحيوانات بسبب التلوث النفطي
    نفوق الحيوانات بسبب التلوث النفطي

وخلص إلى القول: "بعد عمليات المسح الذي قمنا بها نطمئن إلى أن البحر غير ملوث، لا سيما الثروة السمكية والسلاحف باستثناء شاطئ محمية صور المتضرر، من جرّاء ما قام به العدو الاسرائيلي من تلويث شواطئنا".