روسيا: النيران تلتهم أكثر من مليون هكتار من الغابات في ياقوتيا

تمر جمهورية ياقوتيا الروسية بأصعب الأوضاع حيث تستمر الحرائق هناك منذ حوالى الشهرين، والنيران تلتهم هناك أكثر من مليون هكتار من الغابات.

  • روسيا: النيران تلتهم أكثر من مليون هكتار من الغابات في ياقوتيا
    روسيا: النيران تلتهم أكثر من مليون هكتار من الغابات في ياقوتيا

موسم حرائق الغابات في روسيا يكتسب زخماً يوماً بعد يوم، في سيبيريا بشكلٍ خاص، لكنه أكثر شراسة هذا العام، بسبب موجة الحر غير المسبوقة التي تشهدها البلاد هذا الصيف.

اليوم، تلتهم النيران أكثر من مليون هكتار من الغابات في ياقوتيا شمال شرق سيبيريا، وفقًا لوزارة الطوارئ الروسية.

وبحسب الوزارة، فإن 251 حريقاً طبيعياً يستعر حالياً على أراضي جمهورية ياقوتيا وحدها، منتشراً على مساحة إجمالية تزيد عن 1.5 مليون هكتار منها 1.3 مليون هكتار من الغابات والباقي في مناطق مأهولة.

وكان نائب وزير الطوارئ إيليا دينيسوف صرّح أنه "على الرغم من الوضع الصعب، وبفضل الإجراءات المنسقة جيداً لرجال الإطفاء والمنقذين وخدمات الغابات والجيش والمتطوعين والسكان المحليين في ياقوتيا، تم منع النيران من الوصول إلى المراكز السكنية".

كما قدمت وزارة الدفاع الروسية طائرات نقل ثقيلة للمساعدة في إخماد الحرائق في منطقة ياقوتيا. وألقت الطائرات 364 ألف طن من المياه في أكثر بؤر الحرائق نشاطاً.

وقالت وزارة الدفاع، أن "طائرات (Il-76) تشارك في إخماد الحرائق، وفرق طيران الجيش نقلت 20 متخصصاً في خدمات اطفاء الحرائق و 600 طن من المعدات على متن طائرات هليكوبتر من طراز مي-8".

وفي الوقت نفسه، أفادت الخدمة الصحفية للحكومة الإقليمية، أن الحرائق ما زالت تشتعل على بعد 5 كيلومترات فقط من عدة بلدات في ياقوتيا.

كما أشارت إلى أن 26 بلدة دخلت في "منطقة الدخان".

وتمر ياقوتيا بأصعب الأوضاع الآن، حيث تستمر الحرائق هناك منذ حوالى الشهرين.

وكان رئيس قسم الإطفاء غريغوري كوكسين، الذي كان على رأس فرق اطفاء الحرائق، أكد أن هناك عدداً قليلاً جداً من الأشخاص مقارنة بعدد بؤر الحرائق وحجمها.

ووفقا له فإن "رجال الإطفاء وعمال الإنقاذ مشغولون في المناطق التي ينشغلون فيها أصلاً. الحرائق تهدد المناطق المأهولة بالسكان. الوضع معقد بسبب حقيقة أنه يجب إطفاء بعض الحرائق يدويا بالكامل تقريباً، حيث يكاد يكون من المستحيل إيصال المعدات إلى بعض الأماكن".

السكان المحليون يائسون، في حرب مستمرة مع النيران ليلاً ونهاراً، يطفئون بؤر النيران الجديدة، ويحفرون الخنادق حول المباني السكنية لوقف زحف النيران.

وهذا ما دفعهم لتقديم التماسات إلى الرئيس فلاديمير بوتين والحكومة ووزارة الطوارئ طالبين مساعدة أكبر، ومؤكدين أن المنطقة ليس فيها ما يكفي من الناس أو المعدات للتعامل مع كارثة بهذه الحجم.

وبعضهم اعتبر أن الموضوع يحتاج لمساعدة على مستوى عالمي، حيث اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي هاشتاغات مثل انقذوا ياقوتيا (Save Yakutia) و ياقوتيا تشتعل (Yakutia on fire).

وكان من أبرز الحراكات الشعبية على الشبكة العنكبوتية، هو اللجوء إلى الممثل الهوليوودي الشهير ليوناردو دي كابريو بصفته مبعوث الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ، حيث تراسلت معه الناشطة روزا دياتشكوفسكايا وهي من سكان ياقوتيا.

ونشرت روزا الرد الذي أرسله دي كابريو على طلبها عبر تطبيق انستاغرام، حيث وعدها بالتحدث مع السلطات الأميركية حول المساعدة المحتملة، وأكد أن مؤسسته تدرس الآن حالة الحرائق في ياقوتيا وسيتم اتخاذ الإجراءات قريباً.

وقالت الناشطة الروسية، إنها لجأت لشخص يمكنه بالفعل التأثير على مستوى عالمي، وخاصة أنه جمع من قبل ملايين الدولارات للمساعدة في إخماد حرائق أستراليا.

وأضافت أنه "على الرغم من أن سلطات ياقوتيا قالت إنها ستتعامل مع الأمر بمفردها، لكنهل لم تستطع تغطية جميع أنحاء ياقوتيا. راسلني الناس من جميع أنحاء ياقوتيا يقولون إنهم لا يستطيعون التنفس، الجميع يسعلون، ويصابون بالصداع، النباتات والحيوانات تموت، وهذا مؤلم بمافيه الكفاية".

وتبلغ مساحة جمهورية ياقوتيا أكثر من 3 ملايين كيلومتر مربع أي خُمس مساحة روسيا، وهي واحدة من أكثر المناطق قابلية للاشتعال في البلاد حيث تغطي غابات التايغا البكر معظم أراضيها.

ويسري الآن في المنطقة نظام طوارئ فرض منذ 1 تموز/يوليو، وتحاول سلطات المنطقة إعادة توطين السكان في أماكن أكثر أماناً وبعيداً عن النيران.