آفات جديدة تهدد البشرية وتخرج عن السيطرة

الأماكن التي حقّقت أعلى معدل نجاح في إزالة "الضيوف" غير المرغوب بهم، وخاصة الفئران والفقاريات الأخرى، هي الأماكن الأكثر عرضة للخطر مثل الجزر الصغيرة.

  •  آفات جديدة تهدد البشرية وتخرج عن السيطرة
    آفات جديدة تهدد البشرية وتخرج عن السيطرة

 

تحدثت دراسة علمية كبيرة، عن الأنواع الغازية التي تدمر المحاصيل والغابات وتنشر الأمراض وتقلب النظم البيئية وتنتشر بشكلٍ أسرع من أي وقت مضى، في جميع أنحاء العالم، ولم تتمكن البشرية من وقف هذا المد.
وأعلنت اللجنة الاستشارية العلمية الحكومية الدولية لاتفاقية الأمم المتحدة بشأن التنوع البيولوجي، أن هذا الفشل يكلّف ما يزيد على 400 مليار دولار سنوياً من الأضرار، أي ما يعادل الناتج المحلي الإجمالي للدنمارك أو تايلاند، ومن المرجّح أن يكون هذا "استخفافاً فادحاً".
فمن "ورد الماء" الذي يخنق بحيرة فيكتوريا في شرق أفريقيا، إلى الجرذان و"الثعابين البنية" التي تقضي على أنواع الطيور في المحيط الهادئ، إلى البعوض الذي يعرّض مناطق جديدة لـ"زيكا" والحمى الصفراء وحمى "الضنك" وأمراض أخرى.

وحدّد التقرير أكثر من 37 ألفاً من الكائنات، التي ترسخت بعيداً عن منشأها الأصلي، إذ أنها في كثير من الأحيان، تصل بشكلٍ عرضي، أو في سفن الشحن التجاري، أو في حقائب السياح.

يقول العلماء إن انتشار الأنواع دليل قوي على أن التوسع السريع للنشاط البشري قد أدى إلى تغيير جذري في النظم الطبيعية، ما دفع الأرض إلى عصر جيولوجي جديد، هو "الأنثروبوسين".
 
ويظهر تقرير اللجنة الاستشارية العلمية، أنه بسبب أحجام التجارة الضخمة، فإن أوروبا وأميركا الشمالية لديها أكبر تركيزات في العالم من الأنواع الغازية، والتي تُعرف بأنها تلك الأنواع غير المحلية وتسبب الضرر والتي انتقلت بسبب النشاط البشري.
 
ووفقاً للنتائج، تعد الأنواع الغازية سبباً مهماً في 60% من جميع حالات انقراض النباتات أو الحيوانات الموثقة، وهي واحدة من 5 محركات رئيسية إلى جانب فقدان الموائل والاحتباس الحراري والتلوث، بحسب دراسة نُشرت في مجلة "ساينس أليرت" العلمية.

ودفع تغيّر المناخ الأنواع الغريبة إلى المياه أو الأراضي الدافئة حديثاً، حيث غالباً ما تكون الأنواع المحلية عرضة للدخلاء الذين لم تواجههم من قبل.
وقد فشلت محاولات الاستئصال بشكلٍ عام في المسطحات المائية الكبيرة والممرات المائية المفتوحة، وكذلك في مساحات واسعة من الأراضي المتجاورة.
أمّا الأماكن التي حقّقت أعلى معدل نجاح في إزالة "الضيوف" غير المرغوب بهم، وخاصة الفئران والفقاريات الأخرى، فهي أيضاً الأماكن الأكثر عرضة للخطر مثل الجزر الصغيرة.