أمر مقلق... طيور تبني أعشاشها من القمامة

الأبحاث التي تغطي ما يقرب من 35.000 عش وجدت أن الطيور استخدمت مواد من صنع الإنسان في أعشاش في جميع القارات باستثناء القارة القطبية الجنوبية.

  • طيور تبني أعشاشها من القمامة
    طيور تبني أعشاشها من البلاستيك والأكياس

دقّ علماء ناقوس الخطر بسبب بناء الطيور أعشاشها من المواد الموجودة في القمامة مثل أعقاب السجائر والأكياس البلاستيكية وشباك الصيد، ما يثير مخاوف على سلامة فراخها.

وتظهر الأبحاث أنه تم العثور على 176 نوعاً  من الطيور تبني أعشاشها بالقمامة البشرية، والخطر يكمن أنها تستخدم المواد التي تؤذيها هي وصغارها.

اقرأ أيضاً: رصاص الجهل والأذى يغتال طيور اللقلق المهاجرة فوق أجواء لبنان

واستعرضت الدراسة، التي نشرها فريق من العلماء الأوروبيين، الأبحاث التي تغطي ما يقرب من 35.000 عش ووجدت أن الطيور استخدمت مواد من صنع الإنسان في أعشاش في جميع القارات باستثناء القارة القطبية الجنوبية.

وقالت زوزانا جاجيلو، عالمة الطيور في جامعة وارسو والمؤلفة الرئيسية للدراسة: "تضمنت مجموعة متنوعة من أنواع الطيور مواد بشرية المنشأ في أعشاشها".

اقرأ أيضاً: "نتائج مدهشة"... طيور تتكاثر رغم الاحتباس الحراري

وأضافت "هذا أمر مقلق لأنه أصبح من الواضح بشكلٍ متزايد أن مثل هذه المواد يمكن أن تضرّ بالعشّ وحتى بالطيور البالغة".

ووجد العلماء مجموعة من المواد كانت تستخدم من قبل الطيور من أنواع مختلفة: طيور الشحرور قد جمعت أعشاشاً بخيوط بلاستيكية، وقد زخرفتها  بحشوٍّ ملوّن، وأضاف اللقلق الأبيض الورق المقوى والرقائق والخيوط البلاستيكية.

وفي حين لوحظ مثل هذا السلوك في وقت مبكر من ثلاثينيات القرن التاسع عشر ، قال العلماء في السنوات الأخيرة إنه زاد "بلا شك".

قال جاجيو: "نحن نعيش مع الطيور في بيئة تغيّرت بشرياً للغاية". "التلوّث في كل مكان."

والطيور، مثل العديد من المخلوقات، مهدّدة بتدمير الموائل والاتصال بالبشر. فقد وجد تقييم تاريخي في عام 2019 أن الطبيعة تتدهور بوتيرة أسرع مما شهده العلماء من قبل.

وسلّط العلماء الضوء على طرق تعرّض الطيور للخطر من المواد البشرية في منازلهم. خيوط تشابك الطيور، القمامة تعرض النسل للسموم، تجذب الألوان الزاهية الحيوانات المفترسة التي تسرق البيض، وتختنق الكتاكيت بالمواد التي يخطئون في اعتبارها فريسة.

اقرأ أيضاً: "ريف حمانا": إضاءة على البيئة وعالم الطيور

لكن بعض القمامة يمكن أن تكون مفيدة. تحتوي أعقاب السجائر ، على سبيل المثال ، على النيكوتين ومركبات أخرى يمكنها صد الطفيليات الماصة للدم، توفّر الأغشية البلاستيكية العزل الذي يمكن أن يحافظ على دفء الكتاكيت، والمواد الأكثر ثباتاً يمكن أن تجعل الأعشاش أقوى.

وفي السياق، قال الدكتور جيم رينولدز، عالم الطيور في جامعة برمنغهام والمؤلف المشارك للدراسة، إنه من السابق لأوانه تحديد ما يفعله بناء أعشاش بمواد من صنع الإنسان على مجموعات الطيور.