البرازيل: شبح الجفاف يُفاقم أزمة التصحر في البلاد

لا تزال البرازيل تعاني من موجات الجفاف المتكررة التي تؤثر بشكل مباشر على الغطاء النباتي فيها، والسبب الرئيسي في ذلك هو تأثير قطع غابات الأمازون المستمر.

  • السيد دانتاس هو الجيل الرابع من عائلته الذي يعيش على هذه الأرض وهو غير متأكد من أن أحفاده سيتمكنون من البقاء.
    السيد دانتاس هو الجيل الرابع من عائلته الذي يعيش على هذه الأرض وهو غير متأكد من أن أحفاده سيتمكنون من البقاء.

يعتبر التصحر كارثة طبيعية، حيث أنها تُعرض الأرض للتدهور في المناطق القاحلة وشبه القاحلة والجافة شبه الرطبة، مما يؤدي إلى فقدان الحياة النباتية والتنوع الحيوي فيها، ويؤدي ذلك إلى فقدان التربة الفوقية ثم فقدان قدرة الأرض على الإنتاج الزراعي ودعم الحياة الحيوانية والبشرية، فينعكس ذلك على الحياة الاقتصادية أيضاً.

ووفق ذلك قال أليشر ميرزابايف، الاقتصادي الزراعي بجامعة بون بألمانيا، الذي ساعد في كتابة تقرير الأمم المتحدة لعام 2019 حول هذا الموضوع: "هناك قدر هائل من الأدلة على أن التصحر يؤثر بالفعل على إنتاج الغذاء ويقلل من غلة المحاصيل، ومع تغير المناخ، سوف يزداد الأمر سوءاً".

وتعتبر شمال شرق البرازيل، من أكثر المناطق الجافة كثافة سكانية في العالم، ويبلغ عدد سكانها ما يقرب من 53 مليون شخص، من بين أكثر المناطق المعرضة لخطر التصحر، حيث شهدت المنطقة أطول موجة جفاف سجلت على الإطلاق من عام 2012 حتى عام 2017، وهذا العام، شهدت المنطقة موجة جديدة من الجفاف مشابهة للسابقة.

وفي آب/أغسطس، قال أحدث تقرير رئيسي للأمم المتحدة عن تغير المناخ إن شمال شرق البرازيل يواجه ارتفاعاً في درجات الحرارة، وتراجعاً حاداً في المياه الجوفية، وموجات جفاف أكثر تواتراً وشدة، حيث تظهر صور الأقمار الصناعية والاختبارات الميدانية أن 13% من الأراضي قد فقدت بالفعل خصوبتها، في حين أن ما يقرب من بقية المنطقة معرضة للخطر.

ولم يتخذ الرئيس جايير بولسونارو أي تدابير مهمة لعكس العملية، وبدلاً من ذلك، قام بسحب اللوائح البيئية، مع تمكين عمال المناجم ومربي الماشية، وكان شاهداً على إزالة جزء من غابات الأمازون، دون تدابير لمنع ذلك.

وفي وقت سابق، نفى الرئيس بولسونارو مراراً مسؤوليته عن محاولات تقليص حجم غابات الأمازون، من قبل قاطعي الأشجار وأصحاب المواشي غير الشرعيين ممّن اعتُبِروا الجهة الملامة جزئياً عن اندلاع الحرائق التي اجتاحت الغابات المطيرة في صيف 20،19 متسببةً في إحراق ما يوازي 2,24 مليون هكتاراً من الأراضي التي كانت تنبض بالحياة في الماضي القريب.

إذ تكمن خطورة إزالة الغابات في تفاقم الأزمات البيئية، لأنها تهدد قدرة غابات الأمازون المطيرة على سحب الكربون من الغلاف الجوي، ولكنها أيضاً سبب رئيسي للتصحر، حيث يسلب الهواء الرطوبة ويجعل التربة أكثر جفافاً.

يذكر أن قمة المناخ التي عقدت في وقت سابق في غلاسكو بإسكتلندا، شهدت تعهداً لزعماء العالم الذين تضم بلدانهم أكثر من 85% من غابات العالم بوقف إزالة الغابات بحلول عام 2030، وكانت البرازيل وكندا وروسيا والولايات المتحدة من بين الدول التي انضمت إلى هذا التعهد.