الزراعة المائية مصدر عالمي رائد للأسماك

تربية الأحياء المائية تهيمن عليها 10 دول فقط، وتمثّل الصين وإندونيسيا والهند وڤيتنام وبنغلاديش والفيليبين وكوريا الجنوبية والنروج ومصر وتشيلي ما يقرب من 90 في المئة من إجمالي إنتاج تربية الأحياء المائية.

  • الزراعة المائية مصدر عالمي رائد للأسماك
    الزراعة المائية مصدر عالمي رائد للأسماك

أعلنت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، أن الزراعة المائية، ولأول مرة، قد تجاوزت مصايد الأسماك التقليدية. ويسلّط هذا التطور الضوء على قدرة تربية الأحياء المائية على تلبية الطلب العالمي المتزايد على المأكولات البحرية.
 
وفي تقريرها الأخير الذي يصدر كل سنتين عن حالة مصايد الأسماك في العالم، أفادت الفاو أن الإنتاج العالمي لمصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية وصل إلى مستوى قياسي بلغ 223.2 مليون طن في عام 2022. وتربية الأحياء المائية، المعروفة أيضاً بإسم الزراعة المائية، تتضمن زراعة الكائنات المائية مثل الأسماك والقشريات والرخويات والنباتات المائية في بيئات خاضعة للرقابة.

 نظام إنتاج الغذاء الأسرع نمواً في العالم

ووفقاً لمنظمة الفاو ، وصل إنتاج تربية الأحياء المائية إلى مستوى غير مسبوق بلغ 130.9 مليون طن في عام 2022، من بينها 94.4 مليون طن من الحيوانات المائية، مما يشكّل 51 في المئة من إجمالي إنتاج الحيوانات المائية. وبحسب مانويل بارانج، مساعد المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة، "تبيّن هذه الأرقام قدرة تربية الأحياء المائية على إطعام سكّان العالم المتزايدين، مضيفاً، "لقد كان نظام إنتاج الغذاء الأسرع نمواً في العالم خلال العقود الخمسة الماضية".
 
ومع ذلك، فإن تربية الأحياء المائية تهيمن عليها 10 دول فقط، وتمثّل الصين وإندونيسيا والهند وڤيتنام وبنغلاديش والفيليبين وكوريا الجنوبية والنروج ومصر وتشيلي ما يقرب من 90 في المئة من إجمالي إنتاج تربية الأحياء المائية. وشددت الفاو على ضرورة تطوير هذه الصناعة في مناطق أخرى، خاصة في أفريقيا، التي تُعتبر حالياً مستورداً صافياً للأسماك.


 وبينما يُشير النقاد إلى أن الزراعة المائية يمكن أن تضرّ بالبيئة وتأتي بالأمراض والأنواع الغازية إلى البرية، تقول الفاو أنه يمكن التخفيف من حدّة هذه المشكلات من خلال التنظيم والرصد المناسبين. 

 ارتفاع الاستهلاك العالمي والمخاوف بشأن الاستدامة

كذلك أبرز تقرير الفاو أن الاستهلاك العالمي للفرد السنوي من أغذية الحيوانات المائية وصل إلى 20.7 كيلوغرام في عام 2022، ارتفاعاً من 9.1 كيلوغرام في عام 1961. ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم أكثر في السنوات المقبلة. وفي الوقت نفسه، ظلت كمية الصيد من مصايد الأسماك مستقرةً منذ أواخر الثمانينات، حيث بلغ إجماليها 1980 مليون طن في عام 92.3.
 
وعلى الرغم من هذه الاتجاهات الإيجابية، تظل الاستدامة قضية ملحة. وأظهرت أحدث البيانات تصنيف 37.7 في المئة من الأرصدة السمكية في مصايد الأسماك البحرية في العالم على أنها تتعرض للصيد الجائر في عام 2021. ويمثّل هذا زيادة مستمرة منذ عام 1974 عندما كان الرقم 10 في المئة فقط. "إن قضية الاستدامة تشكّل مصدر قلق كبير بالنسبة لنا"، قال بارانج. وأشار إلى أن العديد من مصايد الأسماك التجارية الكبيرة تتم إدارتها بشكل جيد، بما في ذلك مخزون سمك التونة، الذي يقترب الآن من مستويات الاستدامة بنسبة 90 في المئة.
 
"هذا تطوّر ملحوظ خلال العقد الماضي"، أضاف بارانج، الذي ذكر أيضاً أن 80 في المئة من أهم 10 أنواع بحرية يستهلكها البشر يتم استغلالها بشكل مستدام.
 
وتؤكد النتائج التي توصّلت إليها الفاو أهمية تحقيق التوازن بين نمو تربية الأحياء المائية وحماية البيئة والممارسات المستدامة. ومع استمرار توسع الزراعة المائية، فإنها تقدم حلاً واعداً لتلبية الطلب المتزايد على المأكولات البحرية، بشرط إدارتها بشكل مسؤول.