خبراء يتوصلون إلى سبب نفوق السلاحف البحرية على شاطئ كلباء في الإمارات

السلاحف النافقة على شواطئ كلباء الإماراتية تثير ريبة خبراء البيئة والمنظمات المعنية، وفريق من الباحثين يتوصل إلى أن سبب نفوقها يتعلق بتناولها كميات من النفايات البحرية، البلاستيكية منها على وجه الخصوص.

  • خبراء يتوصلون إلى سبب نفوق السلاحف البحرية على شاطئ كلباء في الإمارات
    النفايات البلاستيكية سبب نفوق السلاحف البحرية على شاطئ كلباء في الإمارات

لفتت السلاحف النافقة على شاطئ كلباء في الإمارات خبراء البيئة لمعرفة الأسباب التي أدت إلى هذه الظاهرة المقلقة، التي يبدو أنها متعلقة بأكوام الكمامة المتسربة إلى هذه المنطقة الطبيعية من مقالب القمامة القريبة.

ودفع ذلك الخبير البحري فادي يغمور إلى فحص حوالي 200 سلحفاة، وتوصل إلى أن سبب نفوقها يتعلق بطبيعة الغذاء الذي تتناوله هذه الحيوانات، فهو أكياس، وحزم، وأغطية زجاجات، جميعها بلاستيكية.

ونشر فريق من الباحثين دراسة جديدة عن التلوث البحري، للسعي إلى توثيق الضرر والخطر الناجم عن رمي البلاستيك الذي انتشر استخدامه في جميع أنحاء العالم وفي الإمارات على وجه الخصوص، إلى جانب الحطام البحري الآخر، الذي يؤدي التخلص منه بطريقة عشوائية إلى سد الممرات المائية وخنق الحيوانات المائية.

النفايات البلاستيكية.. غذاء يومي للسلاحف

ووجدت الدراسة أن 75% من السلاحف الخضراء النافقة، و57% من السلاحف ضخمة الرأس في الشارقة قد أكلت الحطام البحري والنفايات، بما في ذلك الأكياس البلاستيكية وأغطية الزجاجات والحبال وشبكات الصيد.

تؤدي الكميات المتصاعدة من القمامة إلى تلويث بيئة العالم، حيث قدرت دراسة منشورة في Science Advances قبل خمس سنوات أن 12 مليار طن متري سوف تتراكم بحلول عام 2050، وهذا مجرد واحد من التهديدات المتعددة التي خلقها البشر للسلاحف البحرية - بما في ذلك ارتفاع درجات حرارة البحر التي تبيض الشعاب المرجانية، والنمو الساحلي المفرط والصيد الجائر.

ووجدت الدراسة أيضاً أن السلاحف البحرية الخضراء كانت أكثر ميلاً لتناول الأكياس البلاستيكية والحبال العائمة، أما السلاحف ضخمة الرؤوس فقد أكلت أغطية زجاجات وقطع صغيرة أخرى من البلاستيك الصلب.

ويسعى دعاة الحفاظ على البيئة، بما في ذلك فريق يغمور وآخرين في هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة، إلى حماية السلاحف في الدولة من التهديدات، حيث قال عبد الكريم فتان، مدير العمليات في مركز القرم مانجروف أنه "إذا فقدنا هذه السلاحف سيموت النظام البيئي".

الإمارات.. أكبر منتجي القمامة

وتعتبر الإمارات من الدول التي تحتوي على أعلى معدلات انبعاث ثاني أكسيد الكربون ومن أكبر منتجي القمامة في العالم بالنسبة للفرد، وعلى مدى العقود الماضية، ارتفع استخدام البلاستيك والنفايات مع تحول الإمارات إلى دولة مستهلكة بكثرة.

بالإضافة إلى مخاطر قيامها بعمليات تحلية المياه كثيفة الكربون، وبناء الجزر الاصطناعية الضخمة في دبي قبل عقد من الزمان التي أدت إلى جرف الرواسب التي دمرت الشعاب المرجانية الطبيعية ومواقع تعشيش السلاحف على طول الساحل، وفقاً لدراسات بيئية.

وقال كريستيان هندرسون، عالم البيئة السياسية في الشرق الأوسط بجامعة ليدن في هولندا: "كل شيء يشير إلى تدهور كبير وضغوط على النظام البيئي البحري في الخليج، لقد تم تطوير المناطق الحضرية دون أي نوع من الاعتبارات البيئية على الإطلاق".

وأكد هندرسون أنه من الضروري وجود تدخلات بيئية جزئية وهذا ممكن، لكن الأهم هو وجود تدخلات مستديمة في الإمارات، وهذا غير مطروح على الطاولة، في وقت تتفاقم فيه أزمة النفايات حول العالم، وتدفع السلاحف البحرية جزءاً كبيراً من ثمنها.