"ريف حمانا": إضاءة على البيئة وعالم الطيور

جمعيات بيئية لبنانية تسلط الضوء على أهمية الطيور، وعناصر بيئية أخرى، في يوم "ريف في حمّانا" مع مسار في الطبيعة، وعروض سينما توثيقية.

  • أيام بيئية في حمانا
    أيام بيئية في حمانا

نظّم مجلس البيئة في القبيات، و"بيروت دي سي"، بالشراكة مع "بيت الفنان-حمّانا"، وبالتعاون مع SPNL (جمعية حماية الطبيعة في لبنان)، مهرجاناً ريفياً تحت عنوان "ريف في حمّانا" للتعرّف على البيئة والثقافة والسينما في أجواء حمّانا الخلابة. 

تخلل "ريف"  -أيام بيئية وسينمائية- الذي ينظمه "مجلس البيئة في القبيات سنوياً، يوم من حلقات النقاش حول التحدّيات البيئية التي يواجهها لبنان في ظل غياب السلطة، والانتهاكات التي تطاول البيئة على مختلف المستويات، منها الغابات، ومنها الطيور بالصيد العشوائي، من دون استثناء بقية المستويات البيئية.

كما تناول النقاش المبادرات البيئية بحضور جمعيات من المناطق اللبنانية كافة، وجرى عرض لأفلام وثائقية بيئية للجمعيات المختلفة، ولمهتمين بشؤون البيئة، وقدّم البيئي اللبناني شادي سعد، من أبناء حمانا، شروحاً عن البيئة، وتاريخ المنطقة.

  • أيام بيئية في حمانا
    المسير في حمانا

يوم آخر خارج الغرف، وكان موعداً في حِمَى حمّانا حيث شارك عشرات من المهتمين بشؤون البيئة من أفراد وجمعيات، بما أسموه "مشوار بالغابة" بريادة سعد، وبحسب المديرة التنفيذية لـ"بيت الفنان" ماريليز عاد، "جرى خلال المسار تعريف المشاركين على جبل حمّانا، وما يحتويه من أشجار، ونبات، وطيور، وكائنات، كما على جغرافيّة وتاريخ حمانا التي تقع في قلب الجبل اللبناني".

سعد أوضح لـ"الميادين نت" أنه "منذ القديم، كانت المنطقة ممرّاً للقوافل التي تعبر جبل لبنان من بيروت الى البقاع فسوريا وبالعكس، وما زال الطريق الروماني شاهداً على ذلك التاريخ الذي كان أيضاً واحداً من معابر وطرق خط الحرير".

ليلاً، جال الحاضرون في أحياء حمّانا، ودروبها، مع التعريف بها، مستذكرين أيام لبنان، وسهراته الجميلة. 

عرض صور

بعدها انتقل المشاركون الى بيت الفنان حيث تم "عرض صور للطيور، وارتباطها بالأساطير، والديانات، والشعر، والفولكلور، أي ارتباط الطيور بالحضارة الإنسانية"، بحسب عاد.

سعد عرض عشرات الصور لطيور مختلفة، ومواقع بيئية، التقطها في لبنان، خلال الأعوام بين 2021 ,2023،عندما استطاع أن يقتني كاميرا، فهو هاوٍ للصيد منذ الصغر، وراقب مئات الطيور المقيمة والعابرة، وقال إنه "وثّق ما يقارب 230 نوعاً من مختلف الطيور بين مقيم، وزائر، ومهاجر، فلبنان واقع جغرافياً على خط هجرة الطيور".

  • من اللقاء
    من اللقاء

طيور وقصص

تناول اللقاء مع سعد مختلف الشؤون المتعلقة بالطيور، وأصنافها، ومميزاتها، وما يمكن أن يؤديه كل طير، كما تطرق البحث إلى غياب بعض الطيور بسبب الصيد العشوائي، مثل القرقف، والقيقب، وسن المنجل، وسواها التي تكافح آفاتٍ زراعية كثيرة، ومنها على سبيل المثال، أنها تقضي على حشرة "الصندل" التي تقتات على أوراق الأشجار الخضراء، خصوصاً الصنوبر فيحوّلها إلى ما يشبه اليباس، والسنونو، والخطّاف الذي يلتهم في طيرانه السريع كميات كبيرة من البعوض، وذبابة الزيتون، وحشرات أخرى كثيرة ضارة بالزراعة". 

يفيد سعد أنّ البحث والنقاش توقّف مطوّلاً عند طائر اللقلاق الأبيض الذي تربطه التقاليد في ألمانيا، وهنغاريا، وهولندا، وبولندا بإنجاب الأطفال، كما وبحسن الطالع، وإبعاد الحرائق عن المنازل التي تبني فيها أعشاشها، كما ربطها المسلمون بهجرتها بفرض الحج الى مكة المكرمة".

من القصص التي عُرِضت، أنه في بعض المعتقدات، كان اللقلاق إنساناً، وتحوّل إلى لقلاق، بحسب سعد الذي تحدث في اللقاء عن 42 طائراً، مع القصص التي ترافق كل طير.

من الطيور التي تناولها سعد، العندليب، ويعرف أيضاً بمزقا، أو أبو هارون، أو هزار؛ ودوري، ويعرف ببو السعو، وبو محرز، وكحل؛ وقمرية، ويعرف بتِرْغَلّي، و يا كريم ست الروم؛ وقواق ويعرف بقيقب، وقوال، وطقوق؛ وغاق، ويعرف بجرمان، ولوحا، وغريق؛ وبلشون رمادي، ويعرف بمالك الحزين؛ واللقلاق الأبيض، ويعرف ببو سعيد، وعرنوق؛ وحدأة سوداء، ويعرف بأصّا، وشوحا؛ وشماط، ويعرف بعقاب نساري، وبو خاتن، وكتاف؛ ورخمة مصرية، ويعرف بأنوق، ونصر مصري.

سعد لفت إلى ان أكثر الطيور المهدّدة هي النسر المصري، والتِرْغَلّي، ذاكراً أنه في سنة 2018 تم إنشاء مركز مراقبة، وتعداد الطيور في حمى حمانا، وأنه منذ عام 2019 يتابع هذا الأمر مع بلدية حمانا، والـ SPNL، وقد أثمر هذا التعاون منع الصيد في حمانا بشكل كُلّي، ذاكراً أن "هناك  التزاماً بالامتناع عن الصيد بنسبة 95%، مما حوّل حمانا، وجوارها إلى شبه محميّة تلجأ الطيور إليها، للحماية والتكاثر”.

الصيّاد ،منذ صغره، شادي سعد، من مواليد 1972، توقّف عن الصيد منذ العام 2009، وراح يتابع مراقبة الطيور، وترصّدها لعشرين عاماً، وقال: "أتابع الطيور، وكنت صيّاداً من صغري، وتوقّفت عن الصيد منذ سنة 2009، وأصوّر الطيور منذ 3 سنوات، لأنه "ما كان عندي كاميرا قبل ذلك"، ذاكِراً أنّه "يتجه نحو الاختصاص في مجال الطيور، لكن ليس أكاديمياً، بل من خلال التواصل مع خبراء في لبنان، والخارج". 

  • إضاءة على البيئة وعالم الطيور