قبل "نقطة اللاعودة".. دول لاتينية تدعو إلى العمل الموحد لإنقاذ الأمازون

دول الأمازون تدعو إلى بذل المزيد من الجهد للمساعدة في الحفاظ على أكبر غابة مطيرة في العالم ومنعها "من الوصول إلى نقطة اللاعودة".

  • قبل
    قبل "نقطة اللاعودة".. دول لاتينية تدعو إلى العمل الموحد لإنقاذ الأمازون

دعت 8 من دول الأمازون الدول الصناعية إلى بذل المزيد من الجهد للمساعدة في الحفاظ على أكبر غابة مطيرة في العالم، وذلك أثناء اجتماعها في قمة كبرى في البرازيل لرسم مسار مشترك بشأن كيفية مكافحة تغيّر المناخ.

وقال زعماء دول أميركا الجنوبية التي تعيش في منطقة الأمازون، خلال القمة التي تنتهي اليوم، إنّ مهمة وقف تدمير الغابات المطيرة لا يمكن أن تنخفض إلى عدد قليل فقط عندما تكون الأزمة نتج عنها الكثير، مقرّرين إنشاء تحالف لمكافحة إزالة الغابات. 

ووفقاً لإعلان مشترك صدر أمس، فإنّ الدعوات من رؤساء الدول، بما في ذلك البرازيل وكولومبيا وبوليفيا، جاءت في وقت يهدف القادة إلى دعم التنمية الاقتصادية التي تشتد الحاجة إليها في مناطقهم، مع منع الانهيار المستمر للأمازون "من الوصول إلى نقطة اللاعودة".

وصدّقت جميع الدول المشاركة في القمة على اتفاق باريس للمناخ، الذي يتطلب من الموقّعين تحديد أهداف لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، مؤكّدين الحاجة إلى معالجة أنماط الاستهلاك والصناعة الزراعية كعوامل رئيسية فى إزالة الغابات.

ويأمل أعضاء منظمة معاهدة التعاون في منطقة الأمازون "ACTO"، أن تمنحهم جبهة موحّدة صوتاً رئيسياً في المحادثات العالمية، حيث قال الرئيس البرازيلي، لولا دا سيلفا، خلال الاجتماع إنّه "حان الوقت للنظر إلى قلب قارتنا وتوحيد هويتنا على الأمازون مرة واحدة وإلى الأبد. الغابة توحّدنا".

وجمعت القمة ممثلين للدول الثماني الأعضاء في منظمة معاهدة التعاون في (منطقة) الأمازون التي أنشئت عام 1995 لحماية هذه المنطقة الشاسعة التي تضم نحو 10% من التنوّع البيولوجي على الكوكب.

وحضر القمة أمس رؤساء دول بوليفيا والبرازيل وكولومبيا وبيرو، فيما تتمثّل الإكوادور وسورينام على المستوى الوزاري، ودُعيت النروج وألمانيا، المساهمان الكبيران في صندوق الأمازون البرازيلي لحماية الغابات، إلى جانب فرنسا التي تضم جزءاً من الأمازون من خلال أراضي جويانا الفرنسية.

أمّا اليوم، فسترحب القمة بممثلي النرويج وألمانيا، أكبر المساهمين في صندوق أمازون البرازيلي للتنمية المستدامة، جنباً إلى جنب مع نظرائهم من مناطق الغابات المطيرة المهمة الأخرى: إندونيسيا، وجمهورية الكونغو، وجمهورية الكونغو الديمقراطية.  

اقرأ أيضاً: قمة إقليمية في البرازيل لإنقاذ الأمازون.. لولا: علينا اتخاذ إجراءات عاجلة

التصدي لتغيّر المناخ

وجاءت هذه القمة وسط مخاوف متزايدة بشأن مستقبل الأمازون، والحاجة الملحة إلى التصدي لتغيّر المناخ، حيث رفع العلماء والناشطون أصواتهم في دعوة موحدة إلى العمل.

وأصدر مجموعة من الخبراء والمدافعون عن البيئة في أميركا اللاتينية دعوة موحدة إلى زعماء دول الأمازون، لاتخاذ إجراءات جريئة فيما يتعلق باستخراج الوقود الأحفوري في المنطقة الذي تسبّب التلوّث لرئة الأرض، إضافة إلى تسبّبها فى انسكابات نفطية عديدة، حسبما قالت صحيفة "موندياريو" البرازيلية.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ الخبراء يطالبون باتخاذ إجراءات سريعة فيما يتعلق باستخراج الوقود الأحفوري في المنطقة، حتى يتم وقف التنقيب عن الغاز والنفط في منطقة الأمازون الشاسعة،التي تمثل الرئة الخضراء للكوكب.

وأكد البيان الحاجة السائدة إلى التخلي التدريجي عن مشاريع استخراج الهيدروكربونات الحالية، بهدف تعزيز الانتقال العادل نحو مصادر الطاقة المتجددة.

وترك التأثير الضارّ لصناعة النفط في منطقة الأمازون بصمة لا يمكن إنكارها، حيث تكشف الأرقام المقلقة أنّه في بيرو وحدها، تم تسجيل 566 حالة انسكاب نفطي بين عامي 2000 و2021، بينما تم الإبلاغ عن 1.584 حادثاً مماثلاً فى الإكوادور بين عامى 2012 و2022. وتدعم هذه البيانات الدعوة إلى العمل، مما يدل على الحاجة الملحة لوقف هذه الأنشطة المدمّرة.

ويتركّز الاهتمام أيضاً على شركة النفط البرازيلية الحكومية، التي أثارت خططها لاستكشاف حقول النفط في منطقة الحافة الاستوائية للمحيط الأطلسي، بالقرب من مصب نهر الأمازون، مخاوف بين العلماء ودعاة البيئة.

ووجّه العديد من الخبراء دعوة مباشرة إلى القادة الإقليميين، بمن فيهم الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، لمحاكاة الوقف الاختياري الذى أعلنه الرئيس الكولومبي جوستافو بترو بشأن مشاريع الهيدروكربون الجديدة فى الغابة الاستوائية.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ نطاق استغلال الهيدروكربونات في الأمازون ينذر بالخطر، وفقاً لدراسة استشهدت بها المنظمات البيئية، في عام 2020، بحيث غطى هذا النشاط 9.4% من الامتداد الإجمالى للمنطقة، ووصل إلى 52% من المساحة التي تشغلها الغابات الاستوائية في الإكوادور، إلى جانب استخراج الهيدروكربونات. 

وارتفعت الانبعاثات الكربونية من الأمازون بنسبة 117% في 2020 مقارنة بالمعدل السنوي للفترة من 2010 إلى 2018، وفق أحدث بيانات الباحثين في الوكالة الوطنية للفضاء البرازيلية.