سجن غزة المركزي الذي يتوسط أهم شوارع المدينة، هو بمثابة لعنة أصابت المكان. هو إرث من الاحتلال البريطاني استثمره الاحتلال الإسرائيلي بعد حرب 1967، واستخدمه كمقر للفصائل العسكرية الإسرائيلية. يضم سجن غزة المركزي خمسة فصائل تمثل منظومة الاحتلال، وشكله الخارجي يوحي بأن الخروج منه ضرب من المستحيل! أما داخل السجن فثمة حكاية أخرى، قصص مرعبة عن التعذيب والممارسات البشعة بحق المعتقلين والأسرى الفلسطينيين، تعذيب نفسي بكل ما يغذّي الضعف النفسي والغضب.. يتمحور الجزء الأول من وثائقي الهروب الكبير حول عملية الهروب التي خطط لها الأسير مصباح الصوري والتي نجحت عام 1987. يُعرض في الوثائقي عن الهروب من سجن غزة المركزي تفاصيل المحاولات ويوميات السجن. كما يبيّن أساليب تضييق الخناق على المعتقلين حيث يضع الضابط الإسرائيلي الأسرى في وضع مريب، ليخبرهم أنهم ضحية أفكار عبثية عن الحرية والوطن، فيصرخ في وجههم ويهددهم بالموت ليرفع منسوب الخوف لديهم...