جامعة تورينو الإيطالية تقاطع إسرائيل

الهيئة التمثيلية الأعلى للطلّاب في جامعة تورينو الإيطالية توافق على اقتراح يطلب إنهاء التعاون مع المؤسسات الإسرائيلية.

هدف الحملة هو معهد إسرائيل للتكنولوجيا Technion لأنه منخرط في المجمع العسكري الصناعي الإسرائيلي
في الأوّل من آذار/ مارس الجاري 2017، وافق مجلس طلّاب جامعة ترينو الإيطالية بأغلبية واضحة (76%) على اقتراحٍ يدعم المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل. وتضمّن الاقتراح المطالبة بالانسحاب من الاتفاقيات بين جامعة تورينو ومعهد إسرائيل للتكنولوجيا Technion في حيفا.

هي المرّة الأولى التي تؤيّد فيها مؤسسة أكاديمية إيطالية "حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل" المعروفة باسم BDS، كحركة لا عنفيّة تهدف لوضع حدٍّ للإنكار المستمرّ والمنهجي لحقوق الفلسطينيين من قبل إسرائيل.

الخطوة التي تمّت في جامعة تورينو هي جزء من حملة طلّابية تُدعى "طلّاب ضد معهد إسرائيل للتكنولوجيا" (Studenti contro il Technion). الحملات الطلّابية تعاظمت في عدة جامعات إيطالية كاستجابة لنداء موقّعٍ من أكثر من 340 عالم وباحث في جامعات إيطالية من أجل إنهاء الاتفاقيات بين الجامعات الإيطالية ومعهد إسرائيل للتكنولوجيا Technion في حيفا. المناشدة تدعم الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية للمؤسسات الأكاديمية.

هدف هذه الحملة هو معهد إسرائيل للتكنولوجيا Technion، لأن المعهد منخرط أكثر من أية جامعة أخرى في المجمع العسكري الصناعي الإسرائيلي. تساهم المؤسسة في النظام الإسرائيلي للاحتلال والاستعمار والتمييز العنصري.

Technion تتعاون مع الجيش الإسرائيلي وشركات تصنيع الأسلحة الرئيسية في إسرائيل، كـElbit Systems وRafael Advanced Defense، وهي شركات تنتج مختلف الأسلحة المستخدمة ضد المدنيين، كالطائرات بدون طيّار التي استخدمت ضد المدنيين في لبنان عام 2006 وغزّة عام 2008 – 2009، ومعدّات المراقبة لجدار الفصل العنصري الذي حوّل ما تبقّى من الأراضي الفلسطينية إلى سجن في الهواء الطلق.

من نقاط قوّة جامعة Technion هو تعاونها مع جامعات وشركات ومراكز أبحاث حول العالم. التعاون مع الجيش الإسرائيلي وصناعة الأسلحة يجعل من Technion مؤسسة متواطئة مباشرة مع الخروقات الإسرائيلية للقانون الدولي. واقعاً، المؤسسات الأكاديمية تلعب دوراً مركزيّاً في البنية الأيديولوجية والمؤسساتية للنظام الإسرائيلي. منذ تأسيسها، الأكاديمية الإسرائيلية ربطت مصيرها بالمؤسسة السياسية – العسكرية.

الموقف الواضح لمؤسسة أكاديمية إيطالية هي خطوة مهمة. هو يمثل جامعة ترفض القيام بتنازلات أخلاقية. طلاب، علماء وباحثون أعربوا عن حرجهم من التعاون المؤسسة الإسرائيلية للتكنولوجيا. ويجب أن يحصل قرار إنهاء الاتفاقيات بين جامعة تورينو وTechnion على موافقة مجلس الشيوخ الأكاديمي ورئيس الجامعة.

مؤسسات أرفع من جامعة تورينو أعلنت معارضتها لحملة المقاطعة الأكاديمية للمعهد الإسرائيلي، مطالبين بالحرية الأكاديمية وحريّة البحث. قيمتان وأصلان ضروريّان في العالم الأكاديمي والثقافي يختفيان حين يتكلّم الطلّاب عن حملة الـ BDS، فلسطين وحملة المقاطعة في الجامعة. الجامعة هي مسقط رأس ومكان تدريب التفكير النقدي. إذا مُنعت النقاشات والمؤتمرات في الجامعة، أين يمكن للطلّاب أن يشكّلوا التفكير النقدي؟ استجابة لذلك، الطلاب الإيطاليون يخرجون بحملةٍ ناجحة. كل مؤتمر، كل نقاش، كل خطاب عن فلسطين والـ BDS يمثل إمكانية لخلق معرفة وتمزيق الأساطير بشأن القضية الفلسطينية.