"راسل كراو".. ماتت زوجته فعاش ومات من أجل ابنته

ميلودراما حقيقية. عائلة في سيارة تدهسها شاحنة مسرعة تقتل الأم وتصيب الأب باضطرابات عصبية، وتترك الإبنة الطفلة في حالة ضياع، لترسو الحصيلة على رحيل الأب لاحقاً تاركاً الإبنة كيتي تواجه قدرها لوحدها.

Fathers and Daughters
 Fathers and Daughters  (آباء وبنات) للمخرج الإيطالي غبريال ميتشينو (48 عاماً) عن نص لبراد داش، احتاج ميزانية مليونين و240 ألف دولار فقط. في نسخة مدتها ساعة و56 دقيقة، تتدفق عاطفة وحباً ووفاء ورغبة في العيش أطول سنوات ممكنة، لجاك ديفيس (راسل كراو) الكاتب المعروف الذي كان يقود السيارة بزوجته وابنته وسط شجار يتعلق بواحدة من غراميات جاك، ليحصل تصادم عنيف مع شاحنة مسرعة، فتموت الأم ويصاب جاك في النخاع الشوكي، الأمر الذي يتسبب له في نوبات عصبية وعدم قدرة على التحكم في يده اليمنى التي ترتجف على الدوام وتعيقه عن الكتابة. أما الصغيرة كيتي (كيلي روجرز) فهي كتلة ذكاء وتفاعل كأهم الممثلات وأقواهن في التحكم بأطرافها وتعابير وجهها وبكل الدمع الذي ذرفته حين خسارة أمها وطوال مواكبتها لوضع والدها الصحي خصوصاً عندما تدهمه النوبات التي تهز كيانه وتجعله لا يعرف أين سيستقر أخيراً.

النجم النيوزيلندي كراو (51 عاماً) يقدّم واحداً من ألمع وأعمق شخصياته على الإطلاق بعدما ذهب إلى أقصى انفعال في تواصله مع الصغيرة كيتي التي كانت أفضل من مثّل في الفيلم على الإطلاق. بدت حاملة وزر الفيلم بكل تداعيات الأحداث فيه، وقادرة في الوقت نفسه على خلق مناخ الفرح وبث روح الحياة رغم موت والدتها وضيق الأفق، وهو ما تابعته كيتي الصبية (آماندا سيغريد) عندما استلمت دفة التطورات بعد وفاة والدها وهي طفلة نائمة، وراحت تكابد في الحياة غير عارفة مع من تتعامل أو ما الذي عليها فعله. تعرفت على الشاب كاميرون (آرون بول) هو أخذ العلاقة على محمل الجد وأخلص لها، وهي محكومة بعوامل متقلبة بعدما خسرت والديها وتواجه الحياة من دون خبرة أو حماية أو من تسأله عن الأفضل، ولم تعرف أهمية الشاب أو تقدر إخلاصه فقررت خيانته من دون سبب، قبل أن يخونها، وفعلتها بغباء فانسحب بشكل حاسم من حياتها تاركاً إياها تواجه ظروفاً ولا أسوأ في يومياتها.

وإذا بها لا تطيق البعاد أكثر فتذهب إليه لاستعادته فوجدته مع أخرى، فكانت المعادلة متساوية في الخيانة واستأنفا العلاقة منهزمين أمام الظروف التي واجهاها.

لكن أقسى معركة خاضها جاك في دفاعه عن ابنته كانت حين اضطر للالتحاق بمستشفى لمدة سبعة أشهر كان متصوراً أن يشفي له جهازه العصبي، ووضع كيتي في عهدة خالتها أليزابيت (دايان كروغر) وزوجها ويليام (بروس غرينوود) ليفاجأ عند عودته لاستعادتها بأنهما طلبا تبنيها باعتباره مريضاً لا يقوى على رعايتها، فرفض بشدة، لكنهما رفعا دعوى للفوز بحضانة الطفلة، وتشاء الصدف أن تظهر خيانة بين الزوجين فينشغلان بها ويسقطان الدعوى لتتابع كيتي العيش السعيد مع والدها حتى وفاته. وتظهر الممثلة الكبيرة جين فوندا في دور الناشرة تيدي ستانتون، سيدة أنيقة ومتحدثة لبقة، وكذلك الطفلة الرائعة كفاتزانيه وأليس تلعب دور لوسي التي تعاني خرساً سببه صدمة وفاة والدتها فتساعدها كيتي الصبية على تغيير مسار تفكيرها والخروج من أزمتها.

تبدو هوليوود معنية بالميلودراما، وبشكل أوضح هي صاحبة قلب رقيق ولها عينان تدمعان.