الحب يقتل: قصة إيمي واينهاوس

بقدر ما نحتاج للحب، بقدر ما نعلم إلى أي حدّ ستكون خسارته مؤلمة. فالحب كلما كان قوياً كلما يذهب فينا إلى الألم، وقد يدفع ببعضنا إلى الموت. إليكم قصة المغنية البريطانية إيمي واينهاوس التي قتلها الحب!

ايمي واينهاوس (1983 - 2011)

"أعلم أنني موهوبة، ولكنني لست هنا للغناء فحسب. أنا هنا لأكون زوجة وأماً أرعى أسرتي" (ايمي واينهاوس).

قد يكون لإيمي واينهاوس (1983- 2011) صوت لا يمكن أن ينسى وسنتذكره لسنوات قادمة، لكن في الواقع، لم تخطط ايمي لتكون شخصية خالدة ومأساوية كما أصبحت عليه اليوم.

ذلك أن كل ما أرادته كان الحب والبحث عن حياة هانئة، أدى بها في المحصلة إلى الوفاة المبكرة بتسمم كحولي وهي في سن 27.

قد تكون ايمي وقعت في حب الرجل الخطأ، إلا أن تأثرها هو الذي قضى عليها في النهاية. 

لقد رأينا جميعاً صور إيمي وهي تمشي مترنحة، وفي يدها كوب من الفودكا، وآثار الكوكايين على أنفها، وأنبوب الكراك على الأرض. لكن ما لم يظهر على الإطلاق، هو أن المرأة الشابة كانت تفتقد الحب غير المشروط، وتتوق إلى الشعور بالأمان والقبول. أكبر إدمان لها لم يكن المخدرات أو الكحول. ايمي توفيت بسبب الحب!

بدأ ذلك بعدما اجتمعت بــ بلايك فيلدر - سيفيل في حانة في لندن في العام 2004. كانت في المراحل الأولى من حياتها المهنية وكان يعمل مساعد إنتاج. إنجذبا لبعضهما فوراً، حتى استسلمت ايمي بكلّيتها للدخول في علاقة معه. 

لكن بعد ذلك بعام، غادر بلايك، لتدخل ايمي في حالة من الاضطراب في الأكل. إلا أنها مع ذلك، واصلت حياتها المهنية وسجلت أعظم نجاح لها عبر إصدارها ألبوم غنائي بعنوان "باك تو بلاك"، كان مبنياً بشكل كبير على انكسارها العاطفي.

 

 

إيمي وبلايك لم يكونا قادرين على البقاء معاً وفي الوقت نفسه لا يستطيعان الانفصال

بعد هذا الألبوم نمت شهرة ايمي بشكل كبير، حتى وصلت حياتها المهنية إلى نقطة الذروة. كان العالم يعرف اسمها، لكن ما يهم هو أن الشخص الذي ترك ندبة في قلبها قد عاد. ففي العام 2007، عاد بليك وايمي مرة أخرى، ثم تزوجا، حيث كان مقدراً عليها أن تهبط في حفرة لم تعد قادرة على الخروج منها.

فقد كانت المغنية البريطانية في علاقة مترابطة لكنها غير متوازنة. فهما لم يكونا قادرين على البقاء معاً، وفي الوقت نفسه لا يستطيعان الانفصال عن بعضهما البعض. وفي إحدى المرات، تشاجرا بشكل كبير حتى وصل بهما الأمر إلى تحطيم زجاجات الشراب، التي أدت في معظمها إلى قطع جلد بلايك. مشهد الدم وحده حينها هو الذي أنهى "المعركة". أمام هذا المشهد، ووفقاً لزوجها آنذاك، قامت إيمي بجرح نفسها كدليل على حبها له.

أخذت إيمي تستمر في تدمير نفسها ذاتياً. فألغت حفلاتها وفضّلت أن تزور بلايك الذي دخل السجن على الروتين الأكثر استقراراً. بالنسبة لها كان منطقياً أن تبقى بعيدة من الانظار، حيث حاولت أن تتطهر من بلايك. لكن رغم ذلك كان ثمة قوة منعتها من الانفصال عن حبيبها. فقد كسرا قلبي بعضهما بعضاً مراراً وتكراراً، وسعيا لإصلاح الأمر حتى يصبحان أفضل. لكن هذا فشل.

تركت إيمي بلايك في العام 2009، لكنها لم تعد هي نفسها. بدأت علاقة مع ريج ترافيس، لكن إدمانها على المخدرات والكحول، فضلاً عن مشكلة مرضها بالإضطراب في الأكل، كان قد فعل فعله.

كل ما أرادته إيمي لم يكن الشهرة بل أن تجد من يحبها كما هي. لكن بدلاً من ذلك، انتهى أمرها بأن استهلكها نوع خاطئ من الحب.

ولدت إيمي وينهاوس في لندن، إنجلترا، في 14 أيلول/سبتمبر من العام 1983. حيث دخلت في وقت مبكر إلى عالم الموسيقى وكانت في عمر ال 16.

مزجت في أغنياتها بين أكثر من لون موسيقي تنوع بين الجاز والبوب والروك.

وفازت واينهاوس بخمس جوائز عن ألبومها الصادرة في العام 2006 "باك تو بلاك". كما نالت أغان أخرى في الالبوم نفسه شهرة كبيرة ومنها "ريهاب" و "لوف إس لوسينغ غيم".

توفيت في كامدين، لندن، في العام 2011 بسبب تسمم كحولي. 

 

ترحب الصفحة الثقافية في الميادين نت بمساهماتكم بنصوص وقصص قصيرة وشعر ونثر، وكذلك التحقيقات التي تتناول قضايا ثقافية. بإمكانكم مراسلتنا على: [email protected]