الذين فتشوا عن إخوتهم

قصيدة "الذين فتشوا عن إخوتهم" للشاعرة اللبنانية دارين حوماني.

الموازيب لــ مارك توبي

الذين فتشوا عن إخوتهم

على الصخرة القديمة

وجدوا نملاً وسحالي تلحسها..

والأب ينظر من ثقب في قبره

الى الأيدي الباردة

كلما لمسته..

 

الذين عبروا البحر

لحياة أفضل

وقعوا في صنّارة الموجة

وأكلتهم السمكة الكبيرة..

 

الذين ذهبوا الى الحقل عند الفجر

شعروا بثقل الحياة في جفونهم..

وبالقسوة..

ومع ذلك

عادوا محمّلين على ظهورهم

بالتبغ والعرق..

والفرح..

 

في الجوار

جذع شجرة مقطوع من وسطه

يخاطب نفسه

لم أعد أحمل شيئاً على ظهري

جسدي أخشاب مهملة

وعندما ينهض الربيع

لن تستيقظ العصافير على رأسي..

 

شقّ في اليد يدّعي الحياة

يفكر أنه كان ثمناً لشيء آخر

وأن جرعة من الحب قد تكفيه

لم يقل له أحد

أنّه وجه غصن أجوف

أكلت النمال منه

ثم وضعت مخيلته على ظهرها

ورمتها في الصوت المدفون..

بالمجان..

 

الكلمات ترتجف من الخوف

لكني سطّرتها

كي تظلّ في ذاكرتي

تلك الطعنات ..  

 

ترحب الصفحة الثقافية في الميادين نت بمساهماتكم بنصوص وقصص قصيرة وشعر ونثر، وكذلك التحقيقات التي تتناول قضايا ثقافية. بإمكانكم مراسلتنا على: [email protected]