شهادات حيّة من معتقل الخيام: الفاخوري مسؤول عن قتل أسرى وإخفاء جثث

شهادات الأسرى المحررين من معتقل الخيام الذي أقامه الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان حول تعذيب العميل عامر الفاخوري لهم، هي بمثابة إبلاغ للجهات المعنية في الدولة اللبنانية، وبالتالي يقتضي ذلك البحث والتحري عن كل الأفعال التي ارتكبها بحق أسرى وأسيرات المعتقل.

الاسير المحرر ديغول ابو طاس، الفاخوري يعرف اين اختفت جثة الشهيد حمزة

تعتبر شهادات الأسرى المحررين من معتقل الخيام الذي أقامه الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان حول تعذيب العميل اللبناني عامر الفاخوري لهم، بمثابة إبلاغ للجهات المعنية في الدولة اللبنانية يقضي البحث والتحري عن كل الأفعال الشائنة التي ارتكبها بحق أسرى وأسيرات المعتقل.

وللإطلاع عن قرب على هذا الملف أجرى الميادين نت تحقيقاً مع الأسير المحرر لافي المصري الذي بقيّ معتقلاً 10 لمدة أعوام.

ويضيف لافي "عامر الفاخوري هو المسؤول العسكري في معتقل الخيام منذ تأسيسه في العام 1985 حتى العام 1996، كان الأعلى رتبة بين العملاء والمفوّض من قبل جهاز الموساد الإسرائيلي للتعامل مع المعتقلين، أي أنّه كان المسؤول الأول عن كل جرائم التعذيب والقتل التي حصلت في المعتقل خلال تلك الفترة الطويلة.
وقد مارس الفاخوري الكثير من عمليات التعذيب الجسدي والنفسي بشكلٍ مباشر على المعتقلين وذويهم. وابتكر واستحدث أساليب تعذيب جديدة إمعاناً في ظلم الأسرى (الحواكير - القنّ - المشي على الجسد والوجه..)

انتهك الفاخوري مقدّسات الأسرى وتعرّض لعقيدتهم الدينيّة شتماً وتحقيراً، وأجبر الأسيرات المحجبات على خلع الحجاب. وقام بالكثير من عمليات التحرّش ضدهن.

ويروي لافي أنه أثناء مطاردة "ميليشيا جيش لبنان الجنوبي" العميلة لأحد المقاومين (عمر.أ.) بحجة تنفيذ عمليات عسكرية مع منظمة "الجبهة العربية"، أحضر العميل فاخوري زوجة عمر إلى المعتقل وقام بتعذيبها وحرمانها من رضيعها إلى أن سلّم نفسه.

لافي أكد أن الفاخوري كان يعذّب الأسيرات بعد الانتهاء من التحقيق معهن ويعلقهن على عامود التعذيب بأمر منه أو في ساحة الشمس. وفي السابق لم تكن هناك محققات بنات للتحقيق مع الأسيرات.
ويقول لافي "استشهد تحت قبضته (على يديه وأيدي جنوده) 10 معتقلين داخل حرم المعتقل و 8 أثناء اقتيادهم إليه.

الفاخوري مسؤول مباشر عن مقتل أسيرين

شارك الفاخوري في تحقيق وتعذيب الأسرى وضربهم بشكل مبرح في انتفاضتي الأسرى في معتقل الخيام عامي 1992 و1998.

و أعطى العميل نفسه الأمر بإلقاء القنبلة الدخانية الثانية داخل السجن رقم 2 خلال انتفاضة العام 1989 والتي أدّت بشكل مباشر إلى استشهاد الأسيرين بلال السلمان وابراهيم أبو عزة - الذي اعتقله العميل حسين عبد النبي -  بعد أن أصيبا وتم نقلهما من سجن رقم 4.

وقال لافي، إن الفاخوري لم يكتفِ بكل ذلك، بل أنه تصرف بشكلٍ مهين مع جثمان الشهيد بلال السلمان حيث ركل الجثمان بأقدامه وهنا بدأ الأسرى بالتكبير على الهمجية.

وكشف أنه في عام 1996 استلم ابن عمه سلام الفاخوري المسؤولية. وهنا يسأل لافي: هل ترك الفاخوري مسؤولية معتقل الخيام بهذه البساطة؟ كاشفاً أنه سافر إلى الولايات المتحدة عبر جواز سفر إسرائيلي،  للإعداد لمشروع جديد طلبته منه "إسرائيل".

وأكد الأسير المحرر ديغول أبو طاس لـ الميادين نت من بلدة رميش أن إلياس الفاخوري هو المسؤول المباشر عن استشهاد الأسيرين بلال سلمان وابراهيم أبو عزة.

وإذّ قال إن الفاخوري متهم بقتل أسيرين آخرين هما: أسعد بزي من بنت جبيل، أوضح انه أصيب في السرطان في المعتقل ومُنع عنه العلاج، والشهيد هيثم دباجة أصيب بمرضٍ عضال وجلطات متكررة ورفضوا إعطاء أي دواء له وقد أُستشهد في المعتقل.

من المفروض أن يكون لدى الفاخوري معلومات عن جثة الشهيد حمزة

وأوضح ديغول أن العميل الفاخوري الذي كان يحمل رتبة رائد في جيش لحد كان المسؤول اللوجستي للمعتقل ويعطي أوامر إلى حرس المعتقل، ويؤكد أن كل تعذيب المعتقلين في معتقل الخيام كان يتم بأوامر منه.

وكشف ديغول للميادين نت أن العميل الفاخوري هو من يتحمّل مسؤولية استشهاد الأسير علي حمزة - الذي كان مدير مدرسة الجميجمة – على عمود التعذيب في ليلة مثلجة ولا تزال جثة الشهيد حمزة حتى الآن مفقودة ولم يعرف إلى الآن أين إختفت؟

واعتبر ديغول أنه من الطبيعي أن يكون لدى الفاخوري معلومات عن جثة الشهيد حمزة.

ديغول: الفاخوري يحمل الجنسية الإسرائيلية

وكان للفاخوري مجموعة داخل المعتقل تمارس الإرهاب النفسي بحق المعتقلين عبر إهانتهم وتخويفهم بالإعدام، إذّ كان يدخل على المعتقلين ويأمر بأن يكون وجهم للحائط، ومن ثم يبدأ بتهديدهم وتعذيبهم نفسياً.

وكشف للميادين نت أن هذا العميل لديه ولد من زوجة إسرائيلية وهو يحمل جنسيتها.

وأضاف ديغول أن العميل الفاخوري عندما ترك عمله في معتقل الخيام تحوّل إلى جهاز المخابرات الإسرائيلي "أمان 504" التابع للإستخبارات العسكرية الإسرائيلية.

من جهته، يقول الصحافي والكاتب طارق ابراهيم الذي كان قد وضع دراسة عن المعتقل إن العميل الفاخوري كان المسؤول العسكري للسجن ولديه فريق تحقيق. وهو يخضع لمسؤول الإدارة المدنية الإسرائيلية في الشريط الحدودي ويشرف عليه ضابط مقدّم في الاستخبارات العسكرية.

ويتابع قائلاً، يتألف فريق مسؤولي المعتقل من فريق شرطة داخلية وفصيل حراسات، ومديره جون الحمصي ونائبه حسين فاعور وكان الفاخوري المسؤول العسكري هناك.

وأوضح إبراهيم أن جهاز التحقيق كان مؤلفاً من حسين فاعور، وجريس الحاصباني وجورج الحاصباني وعصام جروان، وسليم مسلم وجان شلهوب والياس سعيد وناجي الحاج وبولس طوبيا وموريس نهرا وبسام نهرا، وأحمد السيد ، وسليم القاضي ويحيى أبو نمر الماري.