جمعية الدفاع عن المهجرين: استراتيجية سنوات ثلاث على طريق "العودة"

تعبيراً عن تطور عمل "جمعية الدفاع عن المهجرين" في فلسطين، واتساع المشاركة الملحوظة في تحركها المرتكز محورياً على "العودة"، وضعت الجمعية استراتيجية للسنوات الثلاث المقبلة.

رأت الجمعية في اتساع المشاركة نضوجاً في تحرك العودة

 

تجلى اتساع المشاركة الشعبية في آخر نشاط نفذته جمعية الدفاع عن المهجرين، وهو المسيرة السنوية التي دأبت على تنظيمها سنوياً إلى بلدة مهجرة في نكبة 1948، وكانت المسيرة هذا العام إلى بلدة "الكابري” بمشاركة الآلاف من فلسطينيي الداخل، وممن تمكن من القدوم من الخارج.

 

 

 

رأت الجمعية في اتساع المشاركة نضوجاً في تحرك "العودة"، يقضي بإعطائها دفعة قوية إلى الأمام، بتأطير تحركها، وتوجيهه وتنظيمه، فوضع اختصاصيون فيها استراتيجية لثلاث سنوات.

 

 

 

 تضمنت الإستراتيجية ثلاث ثوابت لعملها، ويعرض واضعها فتحي مرشود، بالتشارك مع  عروة سويطات لـ"الميادين نت"، ماهية الإستراتيجية وتفاصيلها، وفيها:

 

 

 

 أولاً، تثبيت حق العودة على الأجندة الوطنية الفلسطينية، وخلق إجماع، ورفع السقف الوطني في قضية العودة، و المطالبة بالعودة الفعلية للقرى المهجرة، والمطالبة بدعم دولي للضغط على إسرائيل، وبناء نماذج عينية وتصوّرات ومخططات للعودة للقرى المهجرة تثبت الحق التاريخي.

 

 

 

 

 

ثانياً، مواجهة السياسات العنصرية بالتصدي لسياسة التوطين الهادفة لتصفية حق العودة، والتصدي لمشاريع السمسرة على أراضي القرى المهجرة، ورفض مبدأ التعويض، وتبديل الأراضي، ومواجهة سياسات التهويد خصوصا في الجليل والنقب، ومواجهة قوانين تصفية العودة، وأملاك اللاجئين، وتطوير وتفعيل استراتيجية التحشيد والمناصرة واللوبي.

 

 

 

ثالثاً، التنظيم الجماهيري بتنظيم لجان محلية للقرى المهجرة، ودفع التواجد الفعلي والصمود والتمسك بالأرض، وتعزيز المعنويات والأمل والإصرار، وتحشيد شعبي لترسيخ حق العودة عند الفلسطينيين في الـ 48، وتوسيع دائرة التضامن المحلي والدولي مع حق العودة.

 

 

 

تحقيقاً لهذه الثوابت، أقرت الإستراتيجية ثلاثة مشاريع لتحقيق أهداف الجمعية، أسمتها المشاريع الاستراتيجية2017-2020، وهي:

 

 

 

المشروع الأول، "التنظيم الجماهيري". يصفه مرشود بأنه "تطوير نموذج عمل بشكل مهني، ومرشد تنظيمي للجان المحلية في القرى المهجرة، ثم إقامة وتفعيل لجان جديدة من خلال مسح كافة المعلومات المتاحة المتعلقة بكل قرية، إضافة إلى تدريب نشطاء في قضايا العودة، وزيادة النشاطات الجماهيرية. والهدف من ذلك، تطوير قدرات، وتفعيل، وتأسيس، ومرافقة لجان محلية في قرى مهجرة، وتعزيز دورها، ونشاطاتها الجماهيرية.

 

 

 

المشروع الثاني، الأرشيف ومركز الأبحاث والمتحف، ويهدف، بحسب مرشود، "للحفاظ على الإرث، والتاريخ الفلسطيني للقرى المهجرة، من خلال التوثيق والإنتاج المعرفي لها، واحصاء معطيات ديمغرافية، وابحاث اجتماعية حول القرى المهجرة، والنكبة من خلال متحف، ومركز أبحاث، وأرشيف هو الأول من نوعه”.

 

 

 

ويفيد مرشود إن المشروع سيشمل الأقسام التالية: أرشيف لتوثيق النكبة قبل حدوثها، وخلال حدوثها، وبعد ذلك، بالإضافة إلى متحف النكبة، ثم القسم القضائي، ثم مقر لجمعيات حقوقية، وثقافية ذات علاقة، وضمنها مقر "جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين”.

 

 

 

ويعتقد مرشود أن من شأن ذلك "توثيق، وحفظ الموروث، وإنتاج معرفة، ومعلومات، وأبحاث تشمل مسح اقتصادي، واجتماعي قبل النكبة، وبعدها، وتوثيق تاريخ الجمعية، والنشر الجماهيري، وتعزيز مطالب العودة محليا ودوليا”.

 

 

 

المشروع الثالث، هو مشروع العودة، ويرى مرشود فيه "الحيز العملاني للاستراتيجية، وهو يؤسس للعودة الفعلية إلى البلدات، والقرى المهجرة، ويخطط لأسس العودة الفعلية”.

 

 

 

ويقول مرشود إن "فكرة مشروع العودة يقوم على بناء تصورات محلية او قطرية للقرى والمدن والمناطق المهجرة من خلال مسار يلتقي به المهجرون (أي من بلدة أو قرية محددة)، مع اللاجئين (أي المهجرون من مختلف البلدات والقرى الذين ظلوا في فلسطين، وينتشرون في مدنها وبلداتها الأخرى)، ليفكروا ويصمموا عودتهم. إضافة الى تنظيم مسيرة العودة بمشاركة الالاف”.

 

 

 

 

خطوات عملية

محمد سرحان ابن بيسان المهجرة يرافق وفد من "جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين"

التجمعات الفلسطينية أسست ممارسات عودة مختلفة، وحققت الجمعية خطوات عديدة ومتنوعة، تأسست الاستراتيجية عليها، واستلهمتها في تحركها المقبل، ومنها على سبيل المثال:

 

 

 

محمد سرحان، ابن بيسان المهجرة، رافق وفد من "جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين"  في خط القطار الجديد الذي تم تفعيله لأول مرة منذ ١٩٤٧، وهذا الخط كان يستقله سرحان في تحركاته بين بيسان وحيفا قبل التهجير.

 

 

 

محمد كان شديد الانفعال، بحسب ما ظهر في الفيديو الملتقط خلال الرحلة، واصفا احساسه بالمؤلم والسعيد، مستعيدا ذكرياته التي عاشها في هذا القطار الذي توقف يوم كان عمره ١٧ عاما، ليعود اليوم وهو ابن ٨٧ عاما ليركبه من جديد.

 

 

تنظّم وفود من الجمعية زيارات إلى القرى الفلسطينية المهجرة

تنظم وفود من الجمعية زيارات إلى القرى الفلسطينية المهجرة، وتعقد لقاءات مع الأهالي، ومن هذه الزيارات على سبيل المثال زيارة إلى قرية أم الحيران.

 

 

رفع الأذان للمرة الأولى منذ النكبة في القرية

وخلال زيارة أخرى لقرية حطين، تم رفع الأذان للمرة الأولى منذ النكبة في القرية، وأدى الأذان أحد الشبان ويدعى مصطفى مواسي.

 

 

المسيرة السنوية الكبرى في ذكرى النكبة، فكانت هذا العام إلى بلدة الكابري

أما المسيرة السنوية الكبرى في ذكرى النكبة، فكانت هذا العام إلى بلدة الكابري، وهي من أجدد أنشطة الجمعية، وخصص حيز هام منها للمطالبة بالحرية للأسرى في سجون الاحتلال:

 

 

مشاريع أخرى تطل إلى النور من خلال الجمعية

مشاريع أخرى تطل إلى النور من خلال الجمعية، تساهم بمسيرة العودة، منها مثلا مشروع "عدنا"، الذي ينظم دورات للتوعية على حق العودة وسبل النضال لتحقيقها:

 

 

سيتولى كبار السن عرض ما يتذكرونه عن البلدة المدمرة تدميراً كاملاً

ويخطط ناشطو "عدنا" للالتقاء مع كبار السن من بلدات مهجرة، والبداية مع بلدة "الدامون" التي طورت أنشطة نحو العودة، منها المسيرة الخاصة بها، ومكوث شباب منها فيها ليلاً كاملاً، وعرس العودة، وترميم المدافن، على أن يكون اللقاء على عين "الدامون"، وسيتولى كبار السن عرض ما يتذكرونه عن البلدة المدمرة تدميراً كاملاً، وسيشرحون للجيل الجديد تكوين البلدة، وذكرياتهم فيها.