مبادرات تجدد روح العودة بفعاليات "آذار الثقافة" بطمرة الفلسطينية
أحيا برنامج "آذار الثقافة" الذي يقيمه "بيت الصداقة" في بلدة طمرة الفلسطينية المهجرة روح العودة بجملة مبادرات ثقافية وفنية ومسرحية، وبإدخال مبادرة جديدة لممارسة حق العودة بتوأمة بين بلدتي سحماتا والرويس، إضافة لإحياء أعمال الشاعر الفلسطيني محمود درويش.
نظمت "جمعية بيت الصداقة" في بلدة طمرة الفلسطينية برنامج "آذار الثقافة"، بالتعاون مع عدد من الجمعيات والنشطاء من البلدة وجوارها، وأقاموا بالمناسبة جملة نشاطات ثقافية وفنية من عروض مسرح، ومعارض تشكيلية، وأنشطة ترافقت مع المناسبات الآذارية، من أعياد الأم والطفل، ويوم الأرض، وإحياء ذكرى الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش كونه من مواليد شهر آذار.
البرنامج الهادف لتعزيز روح العودة في فلسطين، وإليها، شهد مبادرة نوعية هي توأمة بين بلدتي سحماتا والرويس المهجرتين، بهدف تضافر الجهود للعمل المشترك بين الأهالي لتطوير أفكار ومبادرات العودة، وسبل تحقيقها.
في هذا الإطار، جرت أمسية ثقافية فنية شملت افتتاح معرض الفنانة سلوى عثمان -وهي من بلدة الدامون المهجرة- تحت عنوان "لوحات من الدامون". وقد تضمن معرضها أكثر من 20 لوحة زيتية جسدت مشاهد من قرية الدامون التي هجر أهلها منها في العام 1948.
وتولى الناشط حسين مريسات التعريف بالأمسية، وأبعادها.
ثم قدمت كلمة ناشطي "آذار الثقافة" الشابة الناشطة دعاء حمادي من بلدة الدامون، وتحدث الكاتب محمد علي اسدي عن المعرض، وعروضاته، متطرقاً إلى الأبداع الفني في تجسيد القرية الفلسطينية التقليدية، وارتباط الفنانة ببلدتها "الدامون" من خلال تجسيدها للمشاهد التي لم تعشها، بل سمعت عنها من أهلها المهجرين.
ظل المعرض الذي أقيم في صالة في نادي بيت الصداقة في طمرة يستقبل الزوار حتى منتصف نيسان / أبريل.
وتواصلت الأمسية في بيت الصداقة بمحاضرة للمهندس زياد الظاهر حول الإرث العمراني لظاهر العمر في فلسطين، حيث ابدع الظاهر في سرد التاريخ بقالب واقعي من خلال عرض شرائح تحمل صور العمران الكبير لظاهر العمر في فلسطين من قلاع، وكنائس، وجوامع هي شاهدة اليوم على الكيان الفلسطيني في البلاد ببقاء العمران شاهداً على ما قدمه ظاهر العمر من ثورة عمرانية في فترة حكمه للبلاد، وخروجه على حكم الإمبراطورية العثمانية.
وسينقل معرض الفنانة عثمان إلى أرض "الدامون" ضمن نشاطات اهل البلدة في أمسية العودة اليها، والتي باتت تقليداً سنوياً يحييه الدامونيون تكريساً لحقهم في العودة.
وعبرت الفنانة سلوى عثمان عن فرحتها بالحضور، والمشاركة في افتتاح معرضها الأول، إذ شاركت كل الوقت في معارض أخرى بعدد من لوحاتها، بينما يعتبر هذا المعرض هو الأول الإنفرادي لها.
وضمن فعاليات "آذار الثقافة" في طمرة، جرى تنظيم مهرجان الأرض، والعودة على أرض بلدة "الرويس" المهجرة بمشاركة المئات من كل الأجيال.
وشمل المهرجان ورشات إبداعية لكل العائلة من خلال محطات إبداعية بمشاركة فنانين، وناشطين في كل من المحطات.
وقد شمل برنامج المهرجان توقيع اتفاقية توأمة بين ممثلين عن قريتي "الرويس" و"سحماتا" المهجرتين، وتم توقيع بروتوكول التوأمة برعاية "جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين" وبحضور وفد عنها برئاسة رئيسها المحامي واكيم واكيم.
بعد توقيع اتفاقية التوأمة، جرى عرض لمسرحية "سحماتا"، قدمها الفنانان لطف نويصر ورامي نويصر وكلاهما من فرقة مسرح "الحنين" في الناصرة، التي لقيت أثراً كبيراً لدى الجمهور الذي تفاعل مع مشهديات العرض بفعالية عالية.
وضمن برنامج المهرجان، أقيمت صلاة وخطبة الجمعة على أرض الرويس بمشاركة من حضر من المصلين، وقد قدم الشيخ والمربي إبراهيم حجازي خطبة الجمعة، وتحدث فيها عن الأرض، والوطن، والوعي الوطني، والانتماء للأرض، والمجتمع، متطرقاً لما يعانيه الفلسطينيون في الأراضي المحتلة، مؤكداً على التضامن، والالتحام بقضايا الشعب، وداعياً المصلين للمشاركة في نشاطات تأكيد حق العودة التي تنظمها لجنة المتابعة والهيئات الوطنية.
ومن فعاليات البرنامج، أن قام منظمو المهرجان، وإدارة "اذار الثقافة" بتكريم طلاب المدارس الإبتدائية من شعب الصف السادس في مدارس طمرة الذين فازوا في مسابقة الكتابة الإبداعية بين طلاب هذه المرحلة العمرية في مدينة طمرة، والتي تم تنظيمها بالتعاون مع لجنة أولياء الأمور في المدينة، ونادي القراء.
وشاركت في تكريم الطلاب المربية منيبة روبي، عضو لجنة التحكيم، والناشطة في آذار الثقافة، والدكتور محمد سروات حجازي رئيس "جمعية بيت الصداقة"، والمحامي نضال عثمان مدير مشروع "آذار الثقافة"، وشهاب ياسين عضو لجنة أولياء الأمور المحلية.
انتهى المهرجان بجولة على أرض قرية الرويس مع الناشط إبراهيم أبو حميد أبو الهيجاء الذي شرح للمشاركين تاريخ القرية، والحياة فيها قبل التهجير.
المحامي نضال عثمان أوضح مبادرة "آذار الثقافة"، وقال إنه "برنامج ثقافي إبداعي تنظمه "جمعية بيت الصداقة" في مدينة طمرة في الجليل ضمن مشروع بدأ في العام 2013، وهو شهر ميلاد الشاعر الفلسطيني محمود درويش، ويتم خلال هذا الشهر، وفيه عيد الأم، ويوم الأرض، تنظيم نشاطات ثقافية في المجالات المختلفة منها المسرح، والفن التشكيلي الابداعي، وغيرها، بالاشتراك بين "بيت الصداقة"، ومؤسسات ومجموعات ناشطة في طمرة".
وعن معنى التوأمة بين البلدات، وأهميتها، قال عثمان "اقترحت علينا جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين، وضمن فعاليات مهرجان الأرض والعودة الذي يجري تنظيمه على أرض قرية الرويس، الاعلان عن توأمة ما بين أهالي قريتي سحماتا والرويس المهجرتين، حيث حضر المهرجان وفد عن أهالي "سحماتا"، وزار قرية الرويس، والتقى مع الأهالي، وتم خلال المهرجان الإعلان عن التوأمة بين القريتين، مما يعني تنظيم نشاطات مشتركة مستقبلاً، وزيارات متبادلة، وتبادل الأفكار حول نماذج العودة، والبحث في كل موضوع مشروع العودة، وبالتالي هي الخطوة الأولى للتعاون بين بلدتين مهجرتين، وتفتح المبادرة الباب أمام توأمة بين مختلف البلدات، تترافد قواها لتسريع الطريق نحو العودة".