كيف يختار البعوض ضحاياه؟

يعمل لدى البعوض ما يشبه جهاز "التصوير الحراري"، حيث يرى انبعاثات الأشعة تحت الحمراء، ويتوجه نحو الأوعية الدموية.

  • كيف يختار البعوض ضحاياه؟
    البعض يعتقد أن البعوض يهاجم من يحمل فصيلة دم محددة

أعلنت طبيبة أن الكثيرين يشكون من أن البعوض يهاجمهم أكثر من غيرهم. ولكن على أي أساس يختار البعوض ضحاياه؟

وتشير الأخصائية إيرينا يارتسيفا في أمراض المناعة والحساسية  إيرينا يارتسيفا، في حديث لراديو "سبوتنيك"، إلى أن الكثيرين بعيدون جداً عن الطب وعلم الأحياء، لذلك تظهر عندهم فرضيات مختلفة. فالبعض يعتقد أن البعوض يهاجم من يحمل فصيلة دم محددة، والبعض الآخر يعتقد أن البعوض يختار البدناء، والبعض الآخر يؤكد أن البعوض يهاجم المدمنين على الكحول. ولكن ما صحة هذه الفرضيات؟

وتقول، "في الواقع يعمل لدى البعوض ما يشبه جهاز "التصوير الحراري"، حيث يرى انبعاثات الأشعة تحت الحمراء، ويتوجه نحو الأوعية الدموية. لذلك ربما يتعرض الأشخاص البدناء أقل من غيرهم للدغات البعوض، لوجود طبقة شحمية تحت الجلد تغطي الأوعية الدموية. ولكن في موسم البعوض الجميع معرضون لهجماته. أما بالنسبة للكحول، فطبعا يوسع الأوعية الدموية فترة مؤقتة، ولكن لا توجد علاقة محددة بين تناول الكحول ولدغات البعوض".

وتضيف، رد الفعل تجاه لدغة البعوض يعتمد على ميل الشخص للحساسية وسُمك طبقة الجلد، وتقدّم النصائح لتخفيف التورّم الناتج عن لدغة البعوض.

وتقول، "كل شيء شخصيّ، لأن لكل شخص حساسية خاصة به والأشخاص الذين يعانون من الحساسية أو الذين لديهم بشرة ناعمة، يعانون من التورّم أكثر من غيرهم. وهناك من لا يتأثر بلدغة البعوض نهائياً.

وفي دراسة سابقة، لاحظ العلماء أن جلد الإنسان، بغضّ النظر عن لونه العام، يعطي إشارة حمراء قوية لعيون البعوض.

وفي آذار/  مارس الماضي أوضحت مجلة Nature أن ما يقرب من نصف البشر الذين عاشوا خلال الخمسين ألف سنة الماضية يدينون بوفاتهم لهذه الحشرة القاتلة وقدرتها على نقل مرض معين: الملاريا.

ولدغات البعوض في مناطق الوجه والرقبة والمعصمين والكاحلين أكثر ألماً، لأن الجلد في هذه المناطق رقيق. ولكن المهم عدم حكّ مكان اللدغة، بل يكفي وضع شيء بارد على المكان ودهنه بمرهم مبرد أو أي شيء مضاد للحكة، وشرب دواء مضاد للهستامين إذا كان رد الفعل قوياً".

يذكر أنه في عام 2017 سجّلت الاحصاءات مقتل أكثر من 750 ألف شخص من لدغات البعوض سنوياً، ما استنفر علماء من وكالة  إدارة الطيران والفضاء الأميركية  "ناسا" الذين قررّوا وضع حد لهذا الأمر وإعلان معركة واسعة النطاق ضد هذه الحشرات.