ما هو تأثير الأزمات على صحتنا؟

تقول الأخصائية العيادية والمعالجة النفسية التحليلية ماري تريز سلوم إن التحلي بالروح الإيجابية خلال الأزمات المعيشية والاقتصادية القاسية التي تنجم عنها حالات نفسية صعبة مهم جداً، بالترافق مع وضع أهداف صغيرة والثقة بإمكانية التغيير.

  • ما هو تأثير الأزمات على صحتنا؟
    من المهم شرح التقلبات للأطفال و المراهقين أيضاً بعيداً عن القلق والسوداوية

ماري تريز سلوم

يؤثر التسارع في التدهور الاقتصادي الذي يعيشه العالم والناجم عن التضخّم والتقلبات بشكلٍ مباشر على صحة الأفراد النفسية والجسدية وعلى علاقاتهم الأسرية أيضاً. 

ونلاحظ مؤخراً تدهوراً في صحة الناس النفسية وذلك بسبب الضيق المادي وعدم الشعور بالأمان والاستقرار الذي يعيشه الأفراد  إزاء التسارع المتزايد في تأزم الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، وخاصة في دول تعيش هكذا أزمات ومنها لبنان في ظل تدهور سعر صرف الليرة اللبنانية.

إقرأ أيضاً: منظمة الصحة العالمية: الأزمة المعيشية تنعكس على الصحة الإنجابية

فالضيق المادي يؤثر تاثيراً واضحاً على المجتمع بكل أفراده أطفالاً ومراهقين، ويسبّب العديد من الأمراض والحالات النفسية الصعبة التي ربما تتفاقم إذا لم تتمّ معالجتها.

ومن هذه الحالات:

1- الاكتئاب وتقلبات المزاج وفقدان النشاط والحيوية وهذا ما نشهده لدى الأطفال  والمراهقين والأهل أيضاً. 

2-القلق الدائم والتوتر 

الموجود خاصة لدى الشباب نتيجة التفكير الدائم بكيفية التوفيق بين الدخل والحاجات وعدم وضوح الأفق والرؤيا للمستقبل والتخبّط في القرارات وعدم القدرة على التركيز أو وضع الأهداف.

3-انحراف القيم وانتشار أوسع للجرائم والسرقات والعنف والتشرّد والأعمال اللا أخلاقية .

4-عدم قدرة الفرد  على التحكّم بحياته ومصيره أو عيش حريته إذ إن العوامل الخارجية هي من تتحكم بتوجهاته وتفرض عليه وسائل دفاع وتأقلم معينة.

5-الانتحار 

حيث يفقد الإنسان دوافع الحياة أو الرغبة بإكمالها نتيجة الاكتئاب وضيق الأفق والتطلعات المستقبلية وعدم قدرته على إيجاد وسائل التأقلم.

6_ المشاكل العائلية 

إن ضيق الوضع الاقتصادي يؤدي إلى تزايد الخلافات وزيادة الغضب والتوتر لعدم القدرة على تأمين الحاجات الأساسية وبالتالي إلى المزيد من الشرخ والتفكك بالعلاقات الأسرية والعائلية.

كما أن الأطفال والمراهقين يتأثرون كثيراً بالمشاكل الزوجية والعائلية الناجمة عن الأوضاع المعيشية وخاصة في غياب التواصل السليم وتعذّر طمأنة هؤلاء قد يؤدي إلى إضطراب الهوية الذاتية للطفل والمراهق.

وهناك أيضاً: صعوبة التأقلم مع أوضاع الحياة عامة - الانعزال- عدم القدرة على التواصل أو توسيع الدائرة الاجتماعية- اضطرابات في النوم والطعام - إدمان الكحول والمخدرات - تلاشي القيم والمبادئ _ القلق والتوتر.

إن الوعي العام ضروري خلال هذه المرحلة باعتبارها فترة عابرة، لذلك فإن التحلي بالروح الإيجابية مهم جداً، بالترافق مع وضع أهداف صغيرة والثقة بإمكانية التغيير.

إقرأ أيضاً: فرح كروي....كيف بدّل مونديال قطر حياة الناس؟

ومن المهم شرح هذه التقلبات للأطفال والمراهقين أيضاً بعيداً عن القلق والسوداوية وخلق أفق جديدة قدر الإمكانيات وبحسب المعطيات المتاحة.