هل فرضية تحديد سبب تفشي التهاب كبد الأطفال كافية؟
منظمة الصحة العالمية تعلن أن هناك الآن 348 حالة محتملة من التهاب الكبد الحاد بين الأطفال في 5 مناطق على مستوى العالم.
قال عالم فيروسات بريطاني إن هناك بعض الأدلة حول سبب تفشي التهاب كبد أطفال، لكن أيّا منها غير مقنع بما فيه الكفاية حتى الآن لتحديد أسباب المرض بالضبط.
وصرح ويل إيرفينغ، وهو بروفسور في علم الفيروسات في جامعة نوتنغهام، لوكالة أنباء "شينخوا" مؤخراً في مقابلة حصرية، بأن الخبراء العالميون ما زالوا في حيرة من أمرهم حول سبب تفشي المرض الغامض، حيث تكافح الفرق لمعرفة السبب.
وأفاد إيرفينغ "أعتقد أنه عندما نصل إلى معرفة حقيقة ذلك، سنجد أن هناك عاملين أو ثلاثة أو أربعة عوامل مختلفة ستتحد جميعها لإنتاج ما هو حقا حدث استثنائي".
وقالت منظمة الصحة العالمية يوم الثلاثاء الماضي إن هناك الآن 348 حالة محتملة من التهاب الكبد الحاد بين الأطفال في خمس مناطق على مستوى العالم.
وحتى 3أيار/ مايو الحالي، تم تحديد 163 حالة من حالات التهاب الكبد الحاد غير أيه-إي في أطفال تقل أعمارهم عن 16 عاما في بريطانيا منذ أول يناير 2022، وتلقى أحد عشر منهم عملية زرع كبد. ولم تسجّل وفاة لأي حالة مقيمة في البلاد، وفقاً لوكالة الأمن الصحي البريطانية.
وأوضح إيرفينغ أن عدد الحالات أعلى مما ينبغي، حيث يرى الأطباء عادة حالات نادرة من التهاب الكبد الحاد لدى الأطفال الصغار، وربما حالة أو حالتين كل شهرين في بريطانيا.
وقال "لذا فإن حقيقة أننا رأينا أكثر من 160 حالة في ثلاثة أشهر هي زيادة كبيرة عما رأيناه في السنوات الماضية. لذلك هناك شيء غير عادي يحدث".
وتشير التحقيقات إلى وجود ارتباط مع فيروس غدي. ووفقاً لوكالة الأمن الصحي البريطانية، فإن الفيروس الغدي هو الأكثر اكتشافاً في العينات التي تم اختبارها. ومع ذلك، ليس من الشائع رؤية التهاب الكبد بعد الإصابة بالفيروس الغدي لدى الأطفال الأصحاء.
اقرأ أيضاً: تليف الكبد: هل يمكن علاجه؟
وأفاد إيرفينغ أنه تم اكتشاف الفيروس الغدي في حوالى ثلاثة أرباع الأطفال المبلغ عنهم، لكنه عدوى شائعة جداً لدى الأطفال الصغار، مضيفاً أنه "حتى عام 2022، لم يكن فيروساً مرتبطا بأي شكل من أشكال التهاب الكبد، ناهيك عن التهاب الكبد الحاد جدا".
وأوضح إيرفينغ أن "هذا هو المؤشر الرئيسي على أن هناك شيئا ما حول هذا الفيروس الغدي وهو ما قد يسببه، لكنه لن يكون التفسير الكامل لأن هذه الفيروسات الغدية موجودة منذ مئات السنين، ولا تسبب عادة التهاب الكبد"، مبينا "نحن بحاجة إلى الكثير من أشكال التجارب الأخرى لفرز ما إذا كان هذا الفيروس الغدي عرضيا أو ما إذا كان هو السبب، ولا يمكننا حقاً القول في الوقت الحالي".
وأشار إيرفينغ إلى أن هذه الحالات حدثت جغرافيا في جميع أنحاء بريطانيا ولم يتم العثور على أي روابط بينهما باستثناء حالتين في اسكتلندا.