بعد "بترا".. أطفال استعادوا الأصالة في "صيف 840" للرحابنة

"صيف 840" عمل مسرحي تاريخي غنائي راقص شكّل بوابة عبور للطلاب لدمج الثقافة الوطنية والفنية  التي تليق بجيل يكافح في زمن التغييرات ويحاول عدم القطع مع جذوره المتأصّلة..

  • بعد
     ساسين: قدّمنا لجيل المستقبل نموذجاً فنياً مرتبطاً بالتاريخ

كما نجح القيّمون في إعادة إحياء مسرحية "بترا"  على خشبة مدرسة " سيدة الجمهور" اللبنانية  عبر  "إسقاط" العمل على الأطفال بحيث تفاعلوا مع حقبة حضارية لم يعرفوها سابقاً، فأعادوا  أمجاد المسرح اللبناني الذائع الصيت، محيين ألق التراث، سابرين غور التاريخ وصولاً إلى "بترا" الأنباطية التي شيّدت منذ 2000 عام.

وفي زمن الإنترنت و"السوشيل ميديا" استعاد أطفال المدرسة في منطقة بعبدا مسرحية  الموسيقار والمؤلف اللبناني منصور الرحباني "صيف 840" بحضور غدي منصور الرحباني وأهالي الطلاب والأساتذة.

وكان هذا العمل المسرحي التاريخي الغنائي الراقص بوابة عبور للطلاب لدمج الثقافة الوطنية والفنية  التي تليق في جيل يكافح في زمن التغييرات ويحاول عدم القطع مع جذوره... 

اقرأ أيضاً: أطفال قدّموا "بترا" فأبدعوا: الكرامة أهم من الرفاهية المصطنعة

هكذا أعمال تُكسب التلاميذ الثقة بالنفس وتدرّبهم على العمل كفريق وتعزز ذوقهم الفني، وكما واكب الميادين نت العمل الجبّار "بترا" في العام المنصرم، وفي زمن القحط الذهني والتسطّح الفكري قدّم الأطفال مسرحيتهم الرحبانية الضخمة "صيف 840" ببراءة معجونة بمنمنمات متقنة كإنجاز فني بالغ الأهمية، لكن اختيار هكذا أعمال في هذا التوقيت الحساس هدفه طرح أسئلة وجودية وطنية.... ترقى إلى مصافِ الكرامة.

وفي رد على سؤالنا يقول  مسؤول "التدريب المسرحي وإدارة الحوارات والإخراج ساسين فهد لـ "الميادين نت" " إننا لم نعد إلى الخلف خطوات في زمن الذكاء الاصطناعي، إنما قدّمنا لجيل المستقبل نموذجاً فنياً مرتبطاً بالتاريخ، وغير منفصل عن الواقع ويبني وعياً للمستقبل".

اختيار المسرحية

وحول التركيز على استعادة الأعمال الرحبانية أكثر من مرة مع طلاب مدرسة سيدة الجمهور أجاب "بكل بساطة لأنها تتمتع بكل المعايير الفنية والأبعاد الوطنية وتخاطب كل أفراد العائلة... وعندما نختار المسرحية نقدّم للطالب نبذة عن مؤلفها وفريقها ونشاهدها عشرات المرات ونشرح الرابط بينها وبين أحداثها التاريخية".

وأضاف "ولأنّ عائلة الرحباني الفنية وبالأخص الجيل الأول منها رمز من رموز البلد الفكرية والثقافية والاجتماعية، نتشرّف ونتعلّم ونضيف إلى ثقافة تلامذتنا من روحية ونهج الرحبانة... إضافة إلى أن  اللغة الموسيقية في الأعمال الرحبانية عالمية ويتفاعل معها الطلاب بعفوية وتحبّب وليست غريبة عن مسامعهم".

الفنان غدي الرحباني أثنى على عمل الطلاب والمنظّمين، وإذ أبدى اعجابه بتمكّن طلاب بين 8 - 9 سنوات من تأدية هذه الأدوار، شدد على المضيّ قدماً في ذلك، كي لا نخسر هويتنا الفنية، وبالتالي بغية تعريف الأجيال الناشئة على التراث اللبناني والفن الأصيل.

الرحباني نوّه أيضاً بالحبكة التي اشتغل فهد (وهو ابن المسرح الرحباني) عليها، لجهة تقسيم الأدوار بين اللأطفال.

  • الحضور ويبدو الفنان غدي الرحباني مع المخرج ساسين فهد
    الحضور ويبدو الفنان غدي الرحباني مع المخرج ساسين فهد

فريق عمل متجانس

 مسرحية "صيف 840"  في نسختها الطلابية جاءت حصيلة جهدٍ مشترك مع فريق عمل متجانس مؤلف من:

-مسرحة وسينوغرافيا وإخراج ساسين فهد.

-تدريب على الرقص جيزيل حريز.

-تدريب على الأغاني والموسيقى كمال مكرزل.

-الديكور جيزيل حريز هلا أبي أنطون. 

-أزياء جيزيل حريز، أنطوانيت مكرزل.

-هندسة صوت إيلي بجاني.

-تنسيق وإشراف ماري جوزيه بجاني.

-تصوير سندرا  رفول بو حبيب.

ونال العمل دعم الإدارة بكلّ الإمكانيات بشخص مدير مدرسة سيدة الجمهور الأب اليسوعي Marek Cieslik، ومتابعة التفاصيل كانت بإشراف المسؤول عن الطلاب الأب اليسوعي ربيع حوراني.