"ممر النزوح القسري" مصيدة للقتل والاعتقال

المرصد الأورو متوسطي يوثّق استشهاد وإصابة 30 فلسطينياً بعد استهدافهم من قبل قوات جيش الاحتلال مساء أمس الأحد، خلال تجمّعهم في انتظار شاحنات المساعدات قرب دوار النابلسي على شارع الرشيد جنوب غربي مدينة غزة.

  • وثّق "الأورو متوسطي" استشهاد وإصابة 30 فلسطينياً بعد استهدافهم أمس الأحد

قال المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان، إنه وثّق استهداف جيش الاحتلال مدنيين فلسطينيين عند حاجز وادي غزة وسط القطاع، بعد إجبارهم على النزوح من مدينة غزة إلى منطقة المواصي جنوبي القطاع، إلى جانب استهداف المدنيين المتجمعين بانتظار شاحنات المساعدات بالقرب من الحاجز.

وأضاف "الأورو متوسطي" في بيان له، أنه وثّق استشهاد وإصابة 30 فلسطينياً بعد استهدافهم من قبل قوات "الجيش الإسرائيلي" مساء اليوم (أمس) الأحد الموافق 25 شباط/فبراير، خلال تجمّعهم في انتظار شاحنات المساعدات قرب دوار النابلسي على شارع الرشيد جنوب غربي مدينة غزة.

اقرأ أيضاً: لا أمان مع المحتل.. ناجون يروون رحلة النزوح إلى جنوبي غزة

ووفق المرصد، فقد تزامن هذا مع موجة النزوح القسري هذه تجمّع مئات المدنيين بانتظار شاحنات المساعدات، ليتفاجأ الجميع بخروج دبابات "إسرائيلية" واستهدافها المدنيين بقذائف المدفعية وإطلاق النار المباشر، ما أدى إلى استشهاد 28 مواطناً وإصابة نحو 80 آخرين بجروح.

فايز جندية، من سكان حي "الشجاعية" شرقي مدينة غزة، قال لفريق "الأورو متوسطي": "تلقينا رسائل من "الجيش الإسرائيلي" أن نتوجه لشارع الرشيد وأن نتوجه للجنوب على المواصي، فخرجنا الساعة 11:00 صباح يوم الخميس، وكان من النازحين معنا أطفال ونساء وكبار في السن نرفع رايات بيضاء. وفجأة لدى وصولنا بعد مفترق النابلسي [جنوب غربي مدينة غزة]، بدأت قوات الاحتلال بإطلاق النار تجاهنا، فهربنا، وكان هناك عدد كبير من القتلى والجرحى. لقد نجوت بأعجوبة. لم نكن نشكل أي خطر، هم أرسلوا لنا رسائل وأرسلوا اتصالات واتبعنا التعليمات … لم نجد الأمان وجدنا الموت. أنا حاولت التوجه للجنوب لأن الجوع قاتل، لا يوجد ما نأكله، سعر كيلو الطحين أصبح  31.5 دولار".

من جهته،  أوضح بلال أحمد عبد الكريم "توجهت إلى شارع الرشيد بهدف انتظار الشاحنات التي تحضر الطحين والمساعدات، وبدلاً من ذلك، وجدنا القذائف وإطلاق النار تجاهنا، كان هناك أيضاً العشرات من الناس التي تنزح للجنوب ممّن تعرضوا للقذائف. الدبابات خرجت فجأة واقتربت منا وبدأت تطلق قذائف وأعيرة نارية وقتل وأصيب العشرات وأنا كنت من المصابين".

  • فلسطيني من غزة: بدل الطحين وجدنا القذائف وإطلاق النار 

وأكد المرصد الأورو متوسطي أن "عمليات القتل المتعمدة وغير القانونية والإعدامات خارج نطاق القانون والقضاء التي ينفذها "الجيش الإسرائيلي" بحق المدنيين الفلسطينيين بصفتهم هذه وبدون أن يكون لهم أية مشاركة في الأعمال الحربية، تشكّل انتهاكات جسيمة لقواعد القانون الدولي الإنساني، وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، كجرائم قائمة بحد ذاتها، بموجب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية. وتمثّل هذه الجرائم في ذات الوقت أشكالًا لجريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها "إسرائيل" ضد سكان قطاع غزة منذ السابع من تشرين أول/أكتوبر الماضي. بالإضافة إلى كونها تنتهك حق الفلسطينيين في الحياة وتحرمهم من هذا الحق بشكلٍ تعسّفي، وفقًا للقانون الدولي لحقوق الإنسان.

وشدد على  الإعلان عن تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة خاصة بالهجوم العسكري المتواصل على قطاع غزة، وتمكين لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بالأرض الفلسطينية المحتلة التي تم تشكيلها عام 2021 من القيام بعملها، بما في ذلك ضمان وصولها إلى قطاع غزة وفتح التحقيقات اللازمة في جميع الجرائم والانتهاكات المرتكبة ضد الفلسطينيين في القطاع، بما في ذلك عمليات قتل المدنيين الفلسطينيين عمداً واعدامهم خارج نطاق القانون والقضاء.

وطالب المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان المجتمع الدولي بالضغط على "إسرائيل" بكافة الوسائل والطرق الفعالة لمنعها من الاستمرار بتنفيذ سياساتها التي تنتهك قواعد القانون الدولي، وبخاصة طرد السكان وإجبارهم على النزوح، واستخدام التجويع ضد الفلسطينيين في قطاع غزة كأسلوب من أساليب الحرب، والتي تهدف من خلالها إلى إهلاكهم كلياً وعلى نحو فعليّ.